قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

تحمیل

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

335/708
*

وآله وسلم من أمورهم بما كانوا يتوهمون أنه قد خفي (٣٠١) عليه علمه مما كانوا ظنوه وأجنوه في صدورهم ، فقال ذو المعارج والجلال : (بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) [الفتح : ١٢] ، فأخبرهم سبحانه بما ظنوا من الظن القبيح في الرسول والمؤمنين وتوهموا ، وما زين في قلوبهم الشيطان من ذلك وأملى ، وأنهم كانوا في ذلك قوما بورا.

وأما قوله جل جلاله ، وتقدس عن أن يحويه قول ويشبهه شيء أو يناله (٣٠٢) : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ) فقد تخرج على معنيين وكلاهما إن شاء الله للحق مضاف (٣٠٣)

فأما أحدهما : فأن يكون المرض الذي في قلوبهم هو الشك الذي هم فيه يلعبون من جحدانهم لما يرون من آيات ربهم ، فقلوبهم لذلك مريضة ، فلا يؤدون لله سبحانه من فرائضه فريضة ، فهم في شكهم ولعبهم يترددون وفي خطيئاتهم (٣٠٤) وطغياء حيرتهم يعمهون ، كما قال سبحانه : (بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ) [الدخان : ٩] ، فقد تكون زيادة الله لهم من المرض الذي ذكر أنه في قلوبهم لشكهم وضلالهم الذي به مرضت قلوبهم ومنه دويت صدورهم ، فكلما زاد الله منه نبيه تبيانا وعلما وفضلا وحكما ازداد لذلك مرض قلوبهم تراكما ، وزادهم الله بتنزيل الحق غيظا وغما.

وقد يكون ذلك المرض حل في قلوبهم لشدة الحسد منهم لنبيهم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على ما جعل الله من البركات واليمن في كل الحالات لديه ، ولما خصه الله به دونهم وآثره به سبحانه عليهم من هبوط الملائكة نحوه ، وما عظّم به الله له خطره وقدره ، فجعله الله له صفيا يوحي إليه وينزل إليه وحيه بفرائضه عليه ، وما خصه به من أن جعل طاعته

__________________

(٣٠١) في (ب) : غبي.

(٣٠٢) في (ب) : عن أن يشبهه شيء أو يناله.

(٣٠٣) في (ب) : مصيبان.

(٣٠٤) غير موجودة في (ب).