قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

تحمیل

مجموع رسائل الإمام الهادي إلى الحق القويم يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم عليهم السلام

282/708
*

تُخْرَجُونَ) [الأعراف : ٢٥] ، ثم قال : (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى) [طه : ٥٥] ، وكيف يكون ما قالوا ، وقد قضى الله القيامة والحساب والموازين والجنة والنار ، سبحان الله! ما أعظم هذا من قولهم.

وإن قالوا : إن محبة الله ومشيئته كانت في خروج آدم وزوجته من الجنة وهبوطهما إلى الأرض ، فقد زعموا أنه لم يكن ليخرجهما من الجنة إلا الخطيئة التي عملاها ، والأكل من الشجرة التي نهيا عنها ، فقد أقروا لله بقدرته ونفاذ علمه ، وفي ذلك نقض قولهم.

تمت مسألته

جوابها :

وأما ما سأل عنه من إرادة الله في آدم وزوجته حين أسكنهما الجنة ، أكانت إرادته خلودهما فيها؟ أم خروجهما عنها؟ وما توهم من هذه الجنة التي كان فيها آدم وزوجته أنها جنة المأوى التي جعلها الله ثوابا للعاملين ومقرا دائما لعباده المؤمنين ، فإنا نقول : إن الجنة التي كان فيها آدم وزوجته هي من جنات الدنيا ذوات الأنهار والغرف والأشجار فسماها الله جنة ، وهذا فموجود في لغة العرب غير مفقود ، تسمى ما كان من الضياع والبساتين ذا فواكه وأشجار وعيون جنانا. أما سمعت إلى قول الله ، سبحانه ما أبين نوره وبرهانه ، وكيف حكى عن الأمم الماضين ، الفراعنة المتجبرين ، حين يقول سبحانه : (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ كَذلِكَ وَأَوْرَثْناها قَوْماً آخَرِينَ) [الدخان : ٢٦] ، وقال : (وَلَوْ لا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ) [الكهف : ٣٩] ، فسمى الله ما كان من الأرضين على ذلك من الحالات في قديم الدهر وحديثه جنات ، وأن آدم كان في موضع قد بوأه الله إياه كريم شريف عظيم ، خلقه فيه وأجرى رزقه ومرافقه عليه ، وليس كما ظن الحسن بن محمد ، وتوهم من فاحش الظن والمقال أن أهل الجنة منها خارجون وعنها منتقلون ، وأن آدم وحواء كانا فيها ثم أخرجا ، وليس كذلك ، بل هو كما قال رب العالمين ، وأصدق الصادقين فيمن صار إلى جنة المأوى من عباده الصالحين : (خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ لِمَنْ خَشِيَ