مع غيرها وأن تجعلَها للنسب أوْلَى لانهم قد شَدَّدُوها وكما شُبهت الياءُ بالالف في هذا كذلك شبهت الالف بالياء في نحو ما أنشده أبو زيد
اذا العَجُوزُ غَضِبَتْ فطَلِّقِ |
|
ولا تَرَضَّاها ولا تَمَلَّقِ |
* ابن السكيت* لا أفعلُه سَمِيرَ اللَّيالى وأنشد
هنا لِكَ لا أَرْجُو حياةً تَسُرُّنِى |
|
سَمِيرَ الليالِى مُبْسَلاً بالجَرائِر |
مُبْسَلاً من قولِ الله تعالى (أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا) ولا أفعله مالَأْلَأَتِ الفُورُ وهى الظِّباءُ ولا واحدَ لها من لفظها ولَالاتْ ـ بَصْبَصَتْ بأذنابها ولا أفعله حتى تَبْيَضَّ جَوْنةُ الْقارِ ولا أفعله حتى يَرِدَ الضَّبُّ والضبُّ لا يشرب ماء ومن كلامهم الذى يَضَعونه على ألْسِنةِ البهائم قالوا قالت السَّمكةُ للضَبِّ وِرْدًا يا ضَبُّ فقال
أَصْبَح قَلْبِى صَرِدَا |
|
لا يَشْتَهِى أَنْ يَرِدَا |
إلَّا عَرَادًا عَرِدا |
|
وصِلِّيانًا بَرِدَا |
وعَنْكَثًا مُلْتَبِدا |
ابن دريد لا آتيك جَدَا الدَّهْرِ وأَلْوَةَ بْنَ هُبَيْرةَ وهُبَيْرةَ بْنَ سَعْدٍ وأبو هُبَيرة هو سَعْد بن زيدِ مناةَ ابنِ تميم ولا آتيك القارِظَ العَنَزِىَّ فاخْرَجُوها مَخارِجَ الصفاتِ والافعال وهى أسماء لا يجوز ذلك في غيرها لانها مشهورات وقال لا أفعله أَبَدَ الابَدِيَّةِ وأَبَدَ الابِيدِ وأَبَدَ الآبِدِينَ والابَدِينَ كالارَضِينَ
كتاب الاضداد
وأُقَدِّمُ فصلا دقيقا نافعا في هذا الباب على ما ذكره سيبويه في أوّل كتابه حين قال اعلم أن من كلامهم اختلافَ اللفظين لاختلاف المعنيين واختلافَ اللفظين والمعنى واحد واتفاقَ اللفظين واختلافَ المعنيين وأنا أشرح ذلك كله فصلا فصلا ان شاء الله تعالى وأتَحَرَّى فيه أَشْفَى ما سَقَط الىَّ من تعليل أبى على الفارسى اعلم أن اختلاف اللفظين لاختلاف المعنيين هو وجه القياس الذى يجب أن يكون عليه الالفاظ لان كل معنى يختص فيه بلفظ لا يَشْرَكُه فيه لفظ آخر فتنفصل المعانى بالفاظها ولا تلتبس واختلافُ اللفظين والمعانى بعدُ واحدةٌ للحاجة الى التوسُّع بالالفاظ وبَيِّنٌ أن هذا القسم لو لم يوجد لم يوجد من الاتساع ما يوجد بوجوده ألا ترى أنه اذا سَجَعَ في خُطبة أو قَفَّى في شِعْر فرَكَّبَ السين قال فجاء