فقال غَلِطَ خالد حين سَمَّى العسلَ سَلْوَى وانما السَّلْوَى طائر فنَصَره أبو على بما ذكرتُ لك* قال أبو طالب* وللأَلْحانِ لُصُوص يَسْرِقُون النَّغَمَ كلُصُوصِ الشِّعْر فمن الشَّعَراء المُفْتَضِحُ كالسارق للقصيدة والبيت كله ومنهم دون ذلك كالسارق للكلمتين والثلاث والسارق للمَعْنَى ويَكْسُوه كلاما آخر وكذلك المُغَنُّون فمنهم السارقُ المُفْتَضِحُ الذى يَسْرِقُ اللّحْنَ كما هو ويَنْقُلُه الى شِعْر آخر كفِعْلِ الطُّنْبُورِيِّين في زماننا هذا وغيرِهم من مُقَارِبِى أصحابِ العيدانِ ومنهم من يسرق بعضَ اللّحْنِ بِصفةٍ له أَو صَيْحةٍ منه أورَدَّةٍ أو نَشِيدٍ ومنهم من تَخْفَى سرقتُه مثلُ من يَسْرِقُ تأليفَ لَحْنٍ في الثقيلِ الاوّلِ ويَنْقُلُه الى إيقاع آخر إما ثانى ثَقِيلٍ أو رَمَلٍ أو هَزَجٍ ومنهم من يجىء الى ثلاثة أصوات أو أربعة فى الثقيل الاول على اصبع واحدة فيسرق جُزْءًا من هذا وجُزْءًا من هذا وصَيْحةً من هذا ورَدَّةً من هذا فيَصُوغُ صَوْتًا من أصواتٍ ويكون في ذلك مثلَ من ينظم عِقْدًا من جَوْهر ليس له منه غيرُ حُسْنِ التأليف والنظم وهذا هو الذى يسمى المُوَشِّىَ فاما الخليل فقال الاصواتُ التى تُصاغ منها الالحانُ ثلاثة فمنها الاجَشُّ ـ وهو صوتٌ من الرأس يَخْرُج من الخَياشيم فيه غِلَظٌ ومُجَّة فَيُتْبَعُ بشَدٍّ وموضوعٌ على ذلك الصوت بعينه يقال له الوَشْىُ ثم يُعادُ ذلك الصوتُ بعينه ثم يُتْبَعُ بِوَشْىٍ مثلِ الاول فهى صاغِيَتُه فهذا الصوتُ الاجَشُّ والاسمُ الجَشَشُ والجُشَّةُ وقيل الجَشَشُ والجُشَّةُ شِدَّةُ الصوت ومنه رَعْدٌ أَجَشُّ وقد تقدم* أبو على* المُطْرِبُ يَنْشِجُ نَشِيجًا ـ اذا فَصَلَ بين الصوتين ومَدَّ* صاحب العين* صَوْتٌ مُجَسَّدٌ ـ مرقومٌ على مِحْنَةٍ ونَغَماتٍ* أبو عبيد* تَهَكَّمْتُ ـ تَغَنَّيْتُ وهَكَّمْتُ غيرِى غَنَّيْتُه والمُمَرَّقُ من الغناءِ الذى تُغَنِّيهِ السَّفِلةُ والاماءُ والمُغَنِّى المُمَرِّقُ* صاحب العين* رجل لَعَّاعةٌ ـ يَتَكَلَّفُ الأَلْحانَ من غير صَواب* ابن دريد* طَرَّبَ ـ تَغَنَّى
أسماءُ الصَّنْج والعُود
* ابن السكيت* الصَّنْجُ فارسىٌّ مُعَرَّبٌ وبه سمى أَعْشَى بنى قَيس صَنَّاجةَ العَربِ لِجَوْدةِ شِعْره* صاحب العين* الكِرَانُ ـ الصَّنْجُ والكَرِينةُ ـ الضاربةُ للصَّنْج والعُودِ فاما أبو عبيد فقال الكَرِينةُ المُغَنِّيةُ والكِرَانُ العُود* ابن دريد*