الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة - ج ١٥

الشيخ محمد الصادقي

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة - ج ١٥

المؤلف:

الشيخ محمد الصادقي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: انتشارات فرهنگ اسلامى
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٥٦

أفبعد ذلك الحكم العربي الكامل الشامل يبقى مجال لاتباع الأهواء من الذين أوتوا الكتاب أمن سواهم ، مسايرة معهم لكي يوافقوا على القرآن ويصادقوه؟

ويا لذلك التهديد الظاهر الصارم (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا واقٍ) من تحديد لموقف القرآن العظيم ورسوله النبي الكريم ، أنهما خالدان عبر الأعصار والأمصار ، دونما غيار باي عيار ، فلا تسامح (بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) في أي تحوير وتغيير ، وحتى لو كان من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولن! حيث الولاية الكافية والوقاية الوافية لا توجدان إلّا في ذلك الحكم العربي لا سواه.

ففي حكم القرآن العربي تجد الولاية المطلقة ، والوقاية المطلقة ، النازلة من منزل الوحي إلى منزله (وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً).

(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ) ٣٨.

«ولقد» تحقق ـ في تأكيدين ـ السنة الدائبة الرسالية للرسل كافة أنهم بشر مثلنا فلا يملكون شيئا من غيب الله وحيا وآية رسالية إلا ما أذن الله ، فلييأس الناس المتعنّتين على الرسول أن يأتي بآية كما يشتهون ، حيث الآية الرسالية غيب كما الوحي غيب : (وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (١٠ : ٢٠) (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ جاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِها قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَما يُشْعِرُكُمْ أَنَّها إِذا جاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ) (٦ : ١٠٩) وليست الآيات تتشابه إلّا في مدلولاتها دون صورها وأبعادها ، فلا ينزلها الله إلا في آجالها المكتوبة لها كما تقتضيه الحكمة الرسالية ، ف (لِكُلِّ أَجَلٍ) من آجال الرسالات وسواها «كتاب» مرقوم رقمه الله ، وحيا وآية لرسالته ، كما أن (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا

٣٤١

يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) (٧ : ٣٤).

فكل أمة رسالية لها أجل طال أم قصر كما حدده الله ، وأجل الأمة الإسلامية أجل الكون كله وهو القيامة الكبرى ، ولكل أجل كتاب يرسم شرعته وحيا هو الشرعة ، وآية رسالية تثبت الشرعة ، وكما ليس الشرائع شرعة واحدة إلا في جذورها وهي الدين الواحد ، كذلك آياتها ليست واحدة إلا في مدلولاتها وهي إثبات وحي الشرعة.

فكتاب كل أمة وحيا وآية الوحي يناسب أجله طوله التاريخي وعرضه الجغرافي ، وكتاب الأمة الإسلامية يجاوب في خلوده أجلها حتى القيامة الكبرى عبر الأمصار والأعصار ، فلا كتاب يحق له إلا كتابه الذي جمع وحيه وآية وحيه ، كتابا منقطع النظير عن كل بشير ونذير ، مهيمنا على ما بين يديه من كتاب ، ومتقدما على تقدم الزمن بكل عقلية وعلمية بارعة ، بل هو أمام العلم وإمامه ، (وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً)!

فلا يملك آجال الأمم وكتبهم إلا الله دون رسل الله (وَما كانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) دون تخويل له ان يأتي بها كما يشاء ، ولا تعطيل ألّا يأتي الله بأيّة آية ، فان فيه تعطيل الرسالة ، بل هو عوان بين ذلك دون إفراط التخويل ولا تفريط التعطيل ، بل هو إذن الله قرينا بفعل الرسول أم دون فعله ، وإنما التدليل على أن الآية للرسول حتى يصدّق في وحيه الرسالي بالآية الإلهية.

(يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) ٣٩.

آية وحيدة منقطعة النظير لا ثانية لهما في سائر القرآن إلا أم الكتاب : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) (٤٣ : ٤) ولان المحو ليس إلا إذهاب الكائن برسمه أو أثره ، والإثبات هو استمراره ، فمقسم المحو والإثبات هو الثابت قبلهما بثبات يقبل المحو والإثبات.

٣٤٢

ولأن الثبات الأول هو قبل المحو والإثبات ، فليكن هو الأم الثابت في علم الله ، وفيه كل كائن أيا كان وأيان إلى يوم القيامة ، ثم الكتاب هو تحقيق العلم وتطبيقه ، محوا لبعض بعد ردحه إلى اجله كما يشاء ، وإثباتا لآخر كما يشاء ، «وهل يمحى إلا ما كان وهل يثبت إلا ما لم يكن» (١)؟

ف «لكل أمر يريده الله فهو في علمه قبل أن يصنعه وليس شيء يبدو له إلا وقد كان في علمه إن الله لا يبدو له من جهل» (٢) و «ما بدا لله في شيء إلا كان في علمه قبل أن يبدو له» (٣) فلا يعني البداء علما بعد جهل ، بل فعلا كان يعلمه قبل ويجهله خلقه فبدا لهم غير ما كانوا يظنون.

فلا محو في علمه بعد كونه ، ولا إثبات فيه بعد أن لم يكن ، وإنما محو وإثبات في تكوين أو تشريع لما كان في سابق علمه ، فصبغه بسابغ مشيئته وإرادته وقدره وقضائه وإمضائه.

ولأن قوله قبل (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ) قد يخيّل إلى جاهله أنه يبدو له تعالى فيما يؤجّل من أجل ويكتب من كتاب ، فآية المحو والإثبات تقرر كضابطة سارية أن المعلوم من تكوين وتشريع في الخلق عند الله ، إنه لا تتغير عما كان ، فإنما يمحو مما كان ، ويثبت مما كان أجلا وكتابا أم أيا كان ، في مرحلة الخلق والإبرام.

فقد يمحو عن الخاطرة خطرة كانت منذ زمن بعيد أو قريب ، أم يثبتها

__________________

(١) في الكافي وتفسير العياشي بإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية ..

(٢) نور الثقلين ٢ : ٥١٢ عن ابن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) يقول : ان الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء وعنده ام الكتاب وقال : لكل امر ..

(٣) المصدر : ٥١٦ باسناده عن عبد الله بن سنان عنه (عليه السلام) : ...

٣٤٣

فلا ينساها صاحبها كما القرآن : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى).

أو يمحو رسالة بوحيها عن وجوب الإتباع كسائر الرسالات ، إلّا الأخيرة الإسلامية حيث يثبتها حتى القيامة الكبرى.

أو يمحو آية رسالية تثبت وحيها ، يمحوها عن صورتها إلى صورة أخرى علها أحرى منها أو مثلها في رسالة أخرى : (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها) والسيرة هي السيرة تدليلا على صدق الوحي ، أو يمحو آيات بصرية عابرة عبر رسالاتها ويثبت آية يخلّدها عبر الأعصار والأمصار إلى يوم لقاء الله كما القرآن ، فإنه وحي ثابت وآية ثابتة تجاوبا صادقا مع شرعته الثابتة إلى يوم القيامة.

أو يمحو أجلا في أمّ الكتاب إلى أقل منه ، أو يثبته إلى أجله المحتوم ، أو يمحو آجالا معلّقة أو يثبتها ، في أعمار وأرزاق أمّاهيه.

أو يمحو سيئات بمكفراتها ، أم يثبتها ركاما على بعض إذ لا مكفر لها ، وكل ذلك حسب الحكمة الربانية ، وفقا للأقدار المخيرة في التكاليف ، والمسيّرة في غيرها ، دونما فوضى جزاف وأن الله ليس بظلام للعبيد.

وإذا تسأل العالم كيف علم الله؟ فالجواب الرائع البارع الجامع : «علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى ، فأمضى ما قضى ، وقضى ما قدر ، وقدر ما أراد ، فبعلمه كانت المشيئة ، وبمشيئته كانت الإرادة ، وبإرادته كان التقدير ، وبتقديره كان القضاء ، وبقضائه كان الإمضاء ، والعلم متقدم المشية ، والمشية ثانية ، والارادة ثالثة ، والتقدير واقع على القضاء بالإمضاء ، فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء ، وفيما أراد لتقدير الأشياء ، فإذا وقع القضاء بالإمضاء فلا بداء ، فالعلم في المعلوم قبل كونه ، والمشيئة في المنشأ قبل عينه ، والإرادة في المراد قبل قيامه ، والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا ، والقضاء بالإمضاء هو المبرم من المعقولات

٣٤٤

ذوات الأجسام ، المدركات بالحواس من ذي لون وريح ووزن وكيل ومادب ودرج من إنس وجن وطير وسباع وغير ذلك مما يدرك بالحواس ، فلله تبارك وتعالى فيه البداء مما لا عين له ، فإذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء والله يفعل ما يشاء» (١).

إذا فليس أن الله فرغ من الأمر بما علم قبل ، فقدّره حتى لا تكون لنا خيرة ، ولا لله محو أو إثبات كما قدره بمختلف الخيرة ، فلا إختيار ـ إذا ـ في خير ولا شر ، ولا ينفع دعاء قلبا أو قالبا ، ولا توبة واستغفار وشفاعة ولا أية وسيلة مختارة تقتضي محوا عما كان أو إثباتا له أو تجديدا ، كلا! بل لله الأمر جميعا (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ).

أمّ الكتاب كأصل مقرر في علمه ليس إلّا عنده ، ثم عندنا الأعمال حسب الآمال ، إن خيرا فخير وإن شرا فشر ، ف (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ) مما ثبت في علمه الأوّل إذا تسببت في محوه «ويثبت» ما ثبت في علمه الأول إذا تسببت في إثباته ، فالأصل الأول هو الخير لكل كائن في العلم الأول ، ثم ويعلم الله من يستحق إثباته أو محوه ، فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء وعنده أم الكتاب.

وليس البداء في علمه سبحانه وتعالى عن جهل ، بل هو فينا حيث يخيل إلينا حصول أمر بتخيّل حضور أسبابه ، ثم نراه لم يحصل فيبدو لنا أن أسبابه ناقصة ، فهو إذا ليس إلّا ظهور أمر أو إرادة منه تعالى بعد ما كان الظاهر لنا خلافه جهلا منا بحقائق الأمور ، ف

«من الأمور أمور محتومة كائنة لا محالة ، ومن الأمور أمور موقوفة عند الله يقدم فيها ما يشاء ويمحو

__________________

(١) نور الثقلين ٣ : ٥١٦ ح ١٧٨ عن اصول الكافي الحسين بن محمد عن يعلى بن محمد قال : سئل العالم كيف علم الله؟ قال : يعلم ...

٣٤٥

ما يشاء ويثبت منها ما يشاء لم يطلع على ذلك أحدا يعني الموقوفة فأما ما جاءت به الرسل فهي كائنة لا يكذب نفسه ولا نبيه ولا ملائكته» (١) و «كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول : لو لا آية في كتاب الله لحدثتكم بما كان وما يكون إلى يوم القيامة (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ)(٢).

فالأمور المحتومة ما لا يعنيها الإختيار ولا تعنيها الأسباب المختارة ، والموقوفة هي المترتبة على أسبابها المختارة ، فالله تعالى يعلمها بأسبابها ، فلو أظهر هذه الحوادث المستقبلة للعاملين لبطلت مختلف المحاولات ومختلف الحالات ، ولعاش المكلفون اتكاليات دون سعي وعمل!.

(وَإِنْ ما نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ)(٤٠).

عليك بلاغ الوحي تبشيرا أو إنذارا ، أحكاما وإخبارا ، وعلينا الحساب قبل أن نتوفينك أم بعده ، فلا تستعجل لهم (الَّذِي نَعِدُهُمْ) ولا تستأجل (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ)!

فلا عليك ولا لك أن تتبع أهواءهم فيما يتطلبون من آية الرسالة أم آية العذاب (فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ).

(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ)(٤١).

(بَلْ مَتَّعْنا هؤُلاءِ وَآباءَهُمْ حَتَّى طالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها أَفَهُمُ الْغالِبُونَ) (٢١ : ٤٤).

__________________

(١) تفسير العياشي عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول : ...

(٢) المصدر عن زرارة عنه (عليه السلام) ...

٣٤٦

(أَوَلَمْ يَرَوْا) عطف على محذوف علّه بمناسبة المقام (بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ) حيث العذاب عذاب سواء أكان لهم : (تُصِيبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ) أم لأضرابهم : (أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللهِ ..) (٣١) فان لم يروا عذابا في أنفسهم (بِما صَنَعُوا قارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دارِهِمْ) (أَوَلَمْ يَرَوْا) في سير التاريخ وسبره (أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ) إتيان القدرة الفعالة والربوبية الحكيمة ، دون إتيان الذات ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، وجمعية «أنا نأتي» هي جمعية الصفات ، فقد يأتي الأرض إتيان الغضب على الجاحدين فينقصها من أطرافها وجوانبها الجبارة من قصور وأهليها المستكبرين ، وهنا الأطراف جمع «الطرف» : الجانب ، وهو جانب الظلم وثقل الزور والغرور ، وفي ذلك النقص رحمة لأهل الله وعامة المستضعفين حيث غلب هنالك المبطلون (أَفَهُمُ الْغالِبُونَ)؟ فقد «يعني بذلك ما يهلك من القرون فسماه إتيانا» (١).

وقد يأتيها ينقصها من أطرافها : كرائمها وعيونها الناظرة الناضرة

__________________

(١) نور الثقلين ٣ : ٥٢٠ ج ٢١ في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) وقال : ا ولم يروا ان نأتي الأرض ننقصها من أطرافها «يعني بذلك ما يهلك من القرون فسماه اتيانا ..» وفي تفسير البرهان ٢ : ٣٠١ عن ابن شهر آشوب عن تفسير وكيع وسفيان والسدي وأبي صالح ان عبد الله بن عمر قرأ الآية يوم قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال : يا امير المؤمنين لقد كنت الطرف الأكبر في العلم ، اليوم نقص علم الإسلام ومضى ركن الايمان ، والزعفراني عن المزني عن الشافعي عن مالك عن سدى عن أبي صالح قال لما قتل امير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال ابن عباس : هذا اليوم نقص العلم من ارض المدينة ثم قال : ان نقصان الأرض نقصان علمائها وخيار أهلها ان الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا ينتزعه من صدور الرجال ولكن يقبض العلم بقبض العلماء. حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فيسألوا فيقفوا بغير علم فضّلوا وأضلوا.

٣٤٧

وهي «علمائها» (١) ودعاتها إلى الحق ، وهنا الأطراف جمع الطرف : الجفن والنظر ، وجمع الطرف : الشيء الكريم ، وهو الذي يطرف اليه وينظر ، وفي ذلك رحمة لهؤلاء الأطراف أن يخرجهم من دار الظالمين إلى جوار رحمته ، وابتلاء للمؤمنين فان في ذهاب العالم ذهاب الرحمة وثلمة في الإسلام لا يسدها شيء.

ولكن اين ذهاب من ذهاب ، فالعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وأنفسهم في القلوب موجودة ، والمستكبرون الجهال ذاهبون حال حياتهم فضلا عما بعد ذهابهم (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)

فذهاب علماء الأرض هو من تأويل الآية وتعميمها عن موردها ، وذهاب عملائها من تنزيلها حيث وردت بنظيرتها فيهم ، «فلا تكونن ممن يقول في شيء أنه في شيء واحد».

ففي ذهاب العملاء المستكبرين عبرة للكافرين ، وفي ذهاب علمائها عبرة للمؤمنين ، امتهانا للأولين وامتحانا للآخرين.

كما وأن في ذهاب أرض الكافرين وملكهم نقمة لهم ونعمة للمؤمنين ، وفي ذهاب أرض المؤمنين آية وذكرى لقوم يؤمنون.

فالأرض بمن عليها وما فيها منقسمة إلى صالحة وطالحة ، ونقصها من

__________________

(١) نور الثقلين ٣ : ٥٢٠ في اصول الكافي عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول : انه يسخى نفسي في سرعة الموت والقتل فينا قول الله (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) وهو ذهاب العلماء ، ومثله في الفقيه وسئل عن قول الله عز وجل : ... فقال : فقد العلماء.

٣٤٨

أطرافها يعمهما ، مهما نزلت الآيتان في انتقاص الطالحين ، حيث النقص للصالحين إمتحان وابتلاء ، وهو نقض للطالحين وامتهان وبلاء.

(وَاللهُ يَحْكُمُ) هنا وهناك لا سواه و (لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) يتعقبه فيغلب عليه فإن (اللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ) في الأولى والآخرة ، فمهما خفي حسابه هنا فهو جلي هناك (وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ).

(وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (٤٢) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)(٤٣).

ان (الَّذِينَ كَفَرُوا) ـ متعنتين معاندين ـ لم يكونوا ليؤمنوا مهما أتيتهم بكل آية ، فلئن يطلبوا آية على هذه الرسالة فإنها تملك الآية القمة الخالدة وهم بها كافرون ، فضلا عن الآيات الحسية العابرة فإنهم بها أكفر ولها أنكر وأمكر!

فتراهم بعد كل هذه الحجج يقولون (لَسْتَ مُرْسَلاً) فهنالك يا رسول الهدى «قل» قولك الاوّل والأخير كحجة دامغة (كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ).

فكتاب الله : القرآن هو شهادة كافية لله ، ورسول الله شهادة ، ومن عنده علم الكتاب وهو شاهد من رسول الله حيث رباه كما رباه الله ، وهو العالم من اهل الكتاب ـ هما شهادة من الله ، شهادات أربع و (كَفى بِاللهِ شَهِيداً).

فالقرآن شهادة كافية في بعدي الرسالة وآيتها الخالدة : (وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ

٣٤٩

عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. قُلْ كَفى بِاللهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً ..) (٢٩ : ٥٢).

والرسول شهادة هو بنفسه لرسالته وكما المرسلون أجمع : (قالُوا رَبُّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) (٣٦ : ١٦) حيث التربية الرسالية لائحة في أحوالهم ، ظاهرة في أقوالهم وأعمالهم.

وخليفة الرسول شهادة لهذه الرسالة ، كما العلماء الربانيون من أهل الكتاب (أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) (١١ : ١٧).

فالرسول على بينة من ربه هي القرآن ونفسه المقدسة ، وشاهد منه الذي يتلوه هو الإمام علي (عليه السلام) حيث صنعه كنفسه وربّاه كما رباه ربه على عينه ورعايته ، فهو من آيات رسالته كما هو استمرارية لرسالته ، (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتابُ مُوسى إِماماً وَرَحْمَةً) حيث يحمل بشارات في تصريحات وإشارات بحق القرآن ونبي القرآن وشاهد منه! (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) قرآنا كمن يتلوه شاهدا منه وعترته المعصومون أجمعون ، وتوراة كعلماء أهل الكتاب الربانيون حيث يفرحون بما أنزل إليك وهم به يؤمنون.

أفبعد هذه القواعد الأربع من الشهادات الإلهية (لَسْتَ مُرْسَلاً) فلئن أتى بآيات النبيين أجمع لم يكن مرسلا ـ في زعمكم ـ بطريقة أولى ، فإنها أدنى من شهاداته العليا.

النسخة الأصيلة الأولى ممن عنده علم الكتاب هو (شاهِدٌ مِنْهُ) علي

٣٥٠

امير المؤمنين (عليه السلام) وأضرابه (١) والنسخة الثانية علماء أهل الكتاب كعبد الله بن سلام (٢) وأضرابه ، وأفضل الشهود بين الأربعة هو القرآن

__________________

(١) الدر المنثور ٤ : ٦٩ اخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اسقف من اليمن فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هل تجدني في الإنجيل رسولا؟ قال : لا فانزل الله (قُلْ كَفى بِاللهِ ...) يقول : عبد الله بن سلام ، أقول : وفي روايات عدة ان عبد الله بن سلام كان يفتخر بنزول الآية فيه في مواطن عدة ، وفي روايات أخرى منهم عبد الله بن سلام والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي ، أقول : وكون السورة مكية لا ينافي كون أمثال عبد الله بن سلام من مصاديق «من عنده أم الكتاب» فإنه من باب الجري كما الائمة المعصومون وسائر علماء اهل الكتاب بعد العهد المكي كلهم من مصاديق هذه الآية دونما استثناء.

(٢) نور الثقلين ٢ : ٥٢١ في الاحتجاج عن سليم بن قيس قال سأل رجل علي بن أبي طالب فقال له وانا اسمع اخبرني بأفضل منقبة لك قال : ما انزل الله في كتابه ، قال : وما انزل الله فيك؟ قال : قوله (... وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) اياي عني بمن عنده علم الكتاب ، وفيه عن أصول الكافي باسناده عن بريد بن معاوية قال قلت لأبي جعفر (عليه السلام) (قُلْ كَفى بِاللهِ ...) قال : إيانا عني وعلي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وفي الخرايج والجرايح باسناده عنه (عليه السلام) مثله ، وفي امالي الصدوق باسناده الى أبي سعيد الخدري قال سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الآية قال : ذاك اخي علي بن أبي طالب ، أقول : وقد استفاضت الأحاديث في انه علي (عليه السلام) وهو من باب الإشارة الى أفضل المصاديق ، وكما استفاضت أنه ليس عبد الله سلام لأن السورة مكية وهو أسلم في المدينة ، وقد تعني الثانية انه ليس هو شأن نزولها كمصداق أجلى ، بل هو علي (عليه السلام) ومن ثم هو وأمثاله.

وفي كفاية الخصام ص ٤٣٦ اخرج ستة أحاديث من طريق إخواننا وثمانية عشر من طريق أصحابنا ان (مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) هو علي (عليه السلام) فمن الاوّل ما أخرجه عن الثعلبي في تفسيره عن عبد الله بن عطا عن أبي جعفر (عليه السلام) وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وابن المغازلي الشافعي ـ

٣٥١

ونبي القرآن ، ثم شاهد منه «علي» (عليه السلام) من ثم علماء اهل الكتاب.

والكتاب هنا في القدر المشترك بين (مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) هو كتاب التدوين قرآنا وسائر كتابات الوحي ، وفي الحد الخاص بالأئمة المعصومين هو كتاب التكوين بأذن الله ، فقد كان عند آصف بن برخيا وزير سليمان علم من كتاب التكوين إضافة إلى كتاب التدوين ففعل ما فعل : «وقال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال إنه من فضل ربي ..» (٢٧ : ٤٠).

فهذا الذي عنده علم من الكتاب ، فكيف ترى من عنده علم الكتاب؟ وهو علي والمعصومون من ولده الطاهرين ، فهم على هذه الخوارق بإذن الله أقدر (١).

__________________

ـ باسناده عن علي بن حابس ، وابو نعيم الاصفهاني والثعلبي بسندهما عن أبي الحنفية والشيخ علي بن يونس النباطي العاملي في كتابه الصراط المستقيم عن تفسير الثعلبي. وفي ملحقات احقاق الحق ج ١٤ ص ٣٦٢ عن العلامة ابن المغازلي الشافعي في المناقب (مخطوط) والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل ج ١ : ٣٠٧ بعدة طرق ، والبدخشي في مفتاح النجا (ص ٤٠ مخطوط) والشيخ عبيد الله الحنفي الأمر تسري في أرجح المطالب ص ٨٤ و ١١١ والقندوزي في ينابيع المودة ص ١٠٣ وعبد الله الشافعي في مناقبه (ص ١٥٧ مخطوط) والحافظ حسين الجري في تنزيل الآيات ص ١٥ مخطوط ، كلهم اخرجوا نزولها في شأن علي (عليه السلام).

(١) في تفسير البرهان ٣ : ٣٠٢ الا عن الكافي باسناده عن سدير قال كنت انا وابو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبد الله (عليه السلام) إذ خرج علينا وهو مغضب فلما أخذ مجلسه قال يا عجبا لأقوام يزعمون انا نعلم الغيب ما يعلم الغيب الا الله عز وجل ، لقد هممت بضرب جاريتي فهربت مني فما علمت في اي بيوت الدار هي ـ

٣٥٢

علماء اهل البيت المعصومين يجمعون الى علم كتاب التدوين قرآنا وسواه من كتابات النبيين ، علم كتاب التدوين ، والحجة الشاهدة لهذه الرسالة السامية هي في شخص علي (عليه السلام) فانه شاهد منه ، وذلك يجري في ولده المعصومين ، ثم (مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) توراة وإنجيلا حيث يعرف البشارات الموجودة فيهما بحق هذا الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) دون ان يهرف فيها او يخرف او يحرّف ، ولقد أفردنا كتابا مستقلا يحمل قسما من هذه البشارات : رسول الإسلام في الكتب السماوية» أوردنا فيه تسعا وخمسين بشارة عن مختلف الكتب السماوية.

__________________

ـ قال سدير فلما ان قام من مجلسه وصار في منزله دخلت انا وابو بصير وميسر وقلنا له جعلت فداك سمعنا وأنت تقول كذا وكذا في أمر جايتك ونحن نعلم انك تعلم علما كثيرا ولا ننسبك الى علم الغيب قال فقال يا سدير اما تقرء القرآن؟ قلت : بلى ، قال فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) قال قلت جعلت فداك قد قرأته قال : فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان من علم الكتاب؟ قال قلت فاخبرني به قال : قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب؟ قال قلت جعلت فداك ما اقل هذا قال فقال يا سدير ما اكثر هذا ان ينسبه الله عز وجل الى العلم الذين أخبرك به سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل ايضا (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)؟ قال قلت جعلت فداك قرأت قال : فمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه؟ قال قلت : بل من عنده علم الكتاب كله وأومى بيده الى صدره وقال : علم الكتاب والله كله عندنا علم الكتاب والله كله عندنا.

٣٥٣
٣٥٤

فهرس

«سورة يوسف» في مقارنة كتابية ومختلف السنة................................. ٥ ـ ١٦

حول الروءيّ بوجه عام ، وخاصة رؤية يوسف عليه السلام...................... ١٨ ـ ٣٢

محاولة إخوته الماكرة لاستلابة عن أبيه ـ وشوراهم اللئيمة وعذرهم الفاضح «فصبرّ جميل» ٣٥ ـ ٥٣

يوسف مع السيارة ـ مع الذي اشتراه من مصر................................. ٥٣ ـ ٥٥

مع امرأة العزيز وهو بالغ اشده وصاحب حكم رباني............................ ٥٩ ـ ٦٥

شهود سبعة على براءة يوسف من همَّة المتهَّم............................. ٦٦ ـ ٦٤ ـ ٧٢

استباق بين مجرمة ومعصوم وشهادة عاصمة................................... ٧٢ ـ ٧٨

يوسف بين نسوة في المدينة والى السجن...................................... ٧٨ ـ ٨٩

يوسف السجين وصاحباه ـ يعظمهما ويؤول رؤياهما........................... ٩٠ ـ ١٠٥

«اذكروني عند ربك» كان اقتراحاً وسالياُ ـ شهادات سبع على براءته من التوسل الى غير الله ١٠٦ ـ ١١١

السجين يعبر رؤيا الملك وكأنة هو الملك................................... ١١٣ ـ ١٢٠

يدعوه الملك ولا يستجيب حتى البراءة..................................... ١٢٠ ـ ١٢٣

«الآن حصحص الحق»!................................................ ١٢٥ ـ ١٣٢

هل في طلبه وزارة شؤون الاقتصاد غضاضة؟ انه مسؤولية رسالية في ظروفها الملائمة! ١٣٢ ـ ١٣٨

٣٥٥

يوسف الملك ام هو أعلى منه بتمكين رباني................................ ١٣٨ ـ ١٤٥

وأخيراً جاء اخوة يوسف! وحصل ما حصل .. إنكم لسارقون! انها تورية باذن الله ١٤٩ ـ ١٨٢

اذهبوا قتحسوا من يوسف .. اني انا يوسف! لا تثريب عليكم اليوم يغفرالله لكم! ١٨٩ ـ ١٩٨

إني لأجد ريح يوسف .. فارتد بصيراً ـ آوي اليه ابويه ـ لمن سجد ابواه ـ يراءته من تقصيره أمامهما     ٢٠٠ ـ ٢١٣

آيات سماوية تمرون عليها؟ اكثر المؤمنين مشركون!.......................... ٢٢٥ ـ ٢٢٩

ما كان حديثاً يفترى ولكن.............................................. ٢٣٧ ـ ٢٤١

«سورة الرعد» العمد غير المرثية بين السماوات والأرض؟.................... ٢٤٩ ـ ٢٥٣

كروية الارض! لولا انزل عليه آية من ربه؟................................. ٢٥٥ ـ ٢٧١

ما تغيض الأرحام وتزداد ـ له معقبات يحفظونه من امر الله؟................... ٢٧١ ـ ٢٨٣

يريكم البرق خوفا وطمعاً! ويسبح الرعد بحمده ـ له يسجد طوعاً وكرهاً........ ٢٨٧ ـ ٢٦٧

بشارات من «نبوئت هَيلد» بمكانة الرسول (ص) ص.............................. ٣٣٦

«وكذلك انزلنا حكماً عربياً» اوليس القرآن حکما لغر «العرب؟!................... ٣٤١

«محو الله ما شاء ويثبت» .. نقص الارض من اطرافها.................... ٣٤٨ ـ ٢٥٥

٣٥٦