من هدى القرآن - ج ١٠

السيّد محمّد تقي المدرّسي

من هدى القرآن - ج ١٠

المؤلف:

السيّد محمّد تقي المدرّسي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار محبّي الحسين عليه السلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-5648-12-0
ISBN الدورة:
964-5648-03-3

الصفحات: ٥٠٤

(٥٢) وفي اللحظة التي ينزل فيها عذاب الله يرى الكفار عين الحقيقة ، وانه لا خيار سوى الايمان ، وكان ينبغي لهم ان يؤمنوا بذلك ، في يوم الحرية والاختيار التي يكون عليها الثواب والعقاب ، لأنها تلتقي وحكمة الله من خلق الدنيا.

(وَقالُوا آمَنَّا بِهِ)

لما رأوا العذاب أو نصر المؤمنين ، ولكن هيهات فالإيمان بعيد عنهم ، لأنه قمة سامية لا يصلها الإنسان الا بالنية الصادقة والعمل الصالح ، بل والسعي الحثيث والجهاد الدؤوب.

(وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ)

فليس الايمان كلمة يقولها الواحد في اللحظة الأخيرة من عمره ، وكيف يعيد الإنسان دورة الزمن الى الوراء ، فيشتغل الى أيام حريته التي قصر فيها ، كلا .. إنّه يشبه التناوش من مكان بعيد ، كمن يقف على الأرض ويريد أن يتناول بيده ما على الذري السامقة.

وفي الحديث قال ابو حمزة الثمالي سألت أبا جعفر (ع) عن قوله عز وجل : (وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) قال :

«انهم طلبوا الهدى من حيث لا ينال وقد كان لهم مبذولا من حيث ينال» (٢)

(٥٣) لقد كفروا بالوحي في الدنيا وفاتت فرصتهم.

__________________

(٢) نور الثقلين / ج (٤) / ص (٣٤٥).

٥٠١

(وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ)

فهم يتكلمون على غير بصيرة ، وبعيدا عن الواقع ، ومن دون هدف ، بينما يقذف الله بالحق وهو يعلم بتفاصيل كل شيء ، وهذا ما يجعل الوحي صادقا لا نقص فيه ، بينما كلامهم باطل في باطل.

(٥٤) ومن الشواهد على ان الباطل سراب لا ينتهي الى شيء ، ان من اتبعه كان يبحث من ورائه عن الملذات والشهوات ، ولكن الموت أو نصر المؤمنين ، الذي يقضي به الله عليهم يحول بينهم وبين الوصول إليها.

(وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ)

وهذه سنة جرت على الأجيال الماضية من أمثالهم ، لكنهم لم يستفيدوا ممن سبقهم فحلّت بهم الندامة ، ولفّهم الأسف.

(كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ)

ويبين الله السبب المباشر لهذه النتيجة السيئة ، الا وهو الشك في الرسالة ، التي لو آمنوا بها لحصلوا على مصالحهم أيضا ، ذلك انها الطريق للسعادة ، وقد حذرتهم سابقا من هذه العاقبة فلم يستجيبوا لها.

(إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ)

٥٠٢

الفهرست

سورة الروم

فضل السورة............................................................ ٥

الاطار العام............................................................ ٧

لله الأمر من قبل ومن بعد.............................................. ١٣

فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون................................. ٢٣

وله المثل الأعلى في السموات والارض.................................... ٣٤

فأقم وجهك للدين حنيفا............................................... ٤٦

الشرك بين التبرير الثقافي والآثار الاقتصادية............................... ٦٣

ظهر الفساد بما كسبت أيدي الناس...................................... ٧٥

إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا........................................... ٩١

هذا يوم البعث...................................................... ١٠٢

سورة لقمان

فضل السورة........................................................ ١١٣

الاطار العام......................................................... ١١٥

الاحسان تكامل وهداية.............................................. ١٢١

ومن يشكر فانما يشكر لنفسه......................................... ١٣٨

لماذا سخر الله الخليقة للانسان......................................... ١٥٨

ان في ذلك لآيات لكل صبار شكور................................... ١٧٦

سورة السجدة

الإطار العام......................................................... ٢٠١

الذي احسن كل شيء خلقه.......................................... ٢٠٦

تتجافى جنوبهم عن المضاجع........................................... ٢١٨

وكانوا باياتنا يوقنون................................................... ٢٣١

٥٠٣

سورة الاحزاب

فضل السورة........................................................ ٢٤٥

الاطار العام......................................................... ٢٤٧

واتبع ما يوحى اليك من ربك.......................................... ٢٥٥

وكان عهد الله مسؤولا................................................ ٢٦٨

ولا يأتون البأس الا قليلا.............................................. ٢٨١

وما بدلوا تبديلا...................................................... ٢٩٥

موقف القيادة الرسالية من الأحداث والأشخاص......................... ٣٠٤

انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت........................... ٣٢٢

محورية القيادة الرسالية في المجتمع........................................ ٣٣٦

وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا....................................... ٣٤٦

وكان الله على كل شيء رقيبا.......................................... ٣٦٢

صلوا عليه وسلموا تسليما............................................. ٣٧٦

إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض................................ ٣٩٢

سورة سبأ

فضل السورة........................................................ ٤٠٩

الاطار العام......................................................... ٤١١

وله الحمد وهو الحكيم الخبير........................................... ٤١٨

اعملوا آل داود شكرا................................................. ٤٢٩

صورتان لحضارتين.................................................... ٤٤١

بل هو الله العزيز الحكيم.............................................. ٤٥٥

هل يجزون الا ما كانوا يعملون......................................... ٤٦٨

وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه......................................... ٤٧٨

قل جاء الحق وما يبدء الباطل وما يعيد.................................. ٤٩٢

٥٠٤