من هدى القرآن - ج ٧

السيّد محمّد تقي المدرّسي

من هدى القرآن - ج ٧

المؤلف:

السيّد محمّد تقي المدرّسي


الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار محبّي الحسين عليه السلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-5648-10-6
ISBN الدورة:
964-5648-03-3

الصفحات: ٣٩٩

كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً (٧٥)

٨١

وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها ...

ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا

هدى من الآيات :

الآخرة صورة مصغّرة عن الدنيا من أعمال وتصورات وأفكار ، والقرآن الحكيم حين يعرض لنا مشاهد الآخرة فأنه يشير إلى تلك الحقائق التي صنعت هذه المشاهد لكي يقرّب فهم الإنسان من واقع عمله في الدنيا ، وكيف يتحول الى شيء حيّ في الآخرة.

والقرآن الحكيم في هذا المشهد الرهيب يبيّن لنا : كيف ان العلاقات التي كانت في الدنيا تتطوّر وتتغيّر لتتجسد في الآخرة ، فتصبح هنالك شيئا آخر وبالتالي تحدد طريق الإنسان اما الى الجنة أو الى النار.

إن الرجل الذي تتبعه وتطيعه في الدنيا سوف يكون إمامك اما الى الجنة أو الى النار ، ويركز القرآن في هذه الآيات حول أولئك الذين يهدون الناس الى النار ، إذ لا بد أن نتفكر جيّدا لكي لا نربط مصيرنا بالبعض بصورة عفوية ، ومن دون تفكير.

٨٢

ثم يحدد القرآن لنا جانبا من واقع الآخرة ، وارتباط الدنيا بذلك الواقع وهو : إن الدنيا تحتوي على خير وشر ، صلاح وفساد ، فالخير والصلاح يتحولان في الآخرة الى جنة ونعيم أما الشر والفساد فيتحولان الى عذاب شديد ، ومن اتقى في الدنيا الشر والفساد ، وابتعد عنهما بالرغم من انهما كانا يحومان حوله ويحوم حولهما ، فانه في الآخرة يدخل نار جهنم ولكنه يخرج منها بسرعة.

القرآن الحكيم يوضح لنا حقيقة فيقول : إن الناس جميعا سوف يدخلون نار جهنم لأنهم جميعهم في الدنيا كانوا قريبين من الشرّ والفساد ، لذلك تجدهم في الآخرة قريبين من نتائجهما ، ولكن الذي ابتعد عنها عمليا في الدنيا فأنه يستطيع أن ينقذ نفسه من نتائجهما عمليا في الآخرة ، ومن لم يفعل ذلك فان شر جهنم سوف يحيط به.

لنتصور الشر الذي يقوم به الإنسان في الدنيا ، حين يؤذي الناس (بلسانه ـ بقلمه ـ بعمله) فأن أعماله هذه تتحول في الآخرة ، الى حيّة حجمها بقدر حجم الأذيّة التي سببها للآخرين في الدنيا ، وعند ما يأتي الإنسان في يوم القيامة يتحتم عليه أن يعبر جهنم لكي يدخل الجنة وفي حالة عبوره يلتقي بصاحبته تلك الحيّة ..

إذن دعنا نتصور ان الحياة الدنيا هي نفسها الآخرة ، إلا أنها في الآخرة أكبر.

وهنالك فكرة تذكر بها هذه الآيات وهي : إن بعض الناس يحسبون ان النعم التي يوفرها الله لهم دليل على إنهم قريبون منه سبحانه ، فاذا لم يكن الله يحبهم فلما ذا أعطاهم القوة والمال والأولاد والجاه والجمال والحيوية؟!

هناك آيات كثيرة من القرآن تنفي هذه الفكرة وتقول : كلا .. إن النعم التي يسبغها الله على الإنسان في الدنيا قد تكون بسبب رضا الله عنه ، وقد تكون بسبب

٨٣

سخطه عليه ، وإن الذي يكفر ويظلم ، يوفر له النعم حتى يستدرجه أكثر فأكثر ، فيأخذه مرة واحدة ، أما العذاب في الدنيا ، وأما العذاب في الآخرة.

بينات من الآيات :

[٦٨] إن الله سبحانه لا يحضر الإنسان وحده في يوم القيامة وإنما يحضره مع شياطينه ، فكما إن الشياطين كانوا يغوون الإنسان ويضلونه في الدنيا ، فهم في الآخرة يقومون بدور تعذيبه فالشيطان كان يتبعه في الدنيا (يظلمه ويؤذيه ويجرح كبرياءه) وإنّه يراه يوم القيامة أمامه يتلقّاه بالصفع والضرب ، والشيطان الذي كان في قلبه يدفعه الى اتباع الشهوات ولم يره ولم يشاهد صورته هنا ، ولكنه سيأتي في يوم القيامة بأقبح وجه وأول عمل يقوم به اللعين هو أن يبصق في وجهه ويقول للإنسان : ما ذا جنيت عند ما اتبعتني ، فبئس المصير مصيرك ، فيقول له : لقد اتبعتك فخلصني من النار ، فيجيبه : دعني أخلص نفسي أولا (!) ..

إذن فعلاقاتنا السيئة في الدنيا مع الشياطين (شياطين الجن والإنس) ستستمر الى الآخرة ويصبح هؤلاء إن لم نتب ، قرناء لنا في الآخرة منذ المطّلع والى دخول النار والعياذ بالله. القرآن الحكيم يقول :

(فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ)

أي لنبعثنّهم محشورين مع شياطينهم الذين اتبعوهم.

(ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا)

يحشر الله الناس حول جهنم جاثين على ركبهم ، ذلك إنهم لا يستطيعون أن يقفوا على أقدامهم من شدة الخوف إذ يمنعهم الزحام الشديد من الاستلقاء أو اتخاذ جلسة مريحة ، ولذلك هم يضطرون الى اتخاذ وضع الجثو على ركبهم وفي ذلك مزيد

٨٤

من العذاب لهم ..

[٦٩] (ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا)

في يوم القيامة ، يشير الله الى إمام المجرمين فيعزله ، ليكون قائدا لاتباعه الى النار.

والشيعة : كل مجموعة يشايعون أحدا ويتبعونه ..

[٧٠] (ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا)

من الذين يكونون أولى بدخول نار جهنم؟ انهم أئمة الضلال وقادة الأنظمة الفاسدة فهم أول من يدخلها ، ثم يتبعهم شيعتهم الأقرب فالأقرب ، الملك أولا ثم رئيس الوزراء ، ثم الوزراء ثم الموظفون ، وهكذا حسب درجاتهم في الدنيا واتباعهم للإمام الظالم ، فأنهم يوم القيامة أيضا يتبعونه الى نار جهنم ..

[٧١] (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها)

كل واحد منكم سيرد نار جهنم ..

(كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا)

إن هذا حتم قطعه الله على نفسه ، فكما ان كل إنسان يدخل الدنيا ليمتحن فيها ، كذلك كل إنسان يدخل النار في الآخرة وعليه أن ينقذ نفسه بما قدّم من أعمال صالحة في الدنيا ولقد جاء في حديث عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، قال :

«يرد الناس النار ثم يصدرون بأعمالهم ، فأولهم كلمح البرق ، ثم كمرّ الريح

٨٥

ثم كحضر الفرس ، ثم كالراكب ، ثم كشدّ الرجل ثم كمشيه» (١)

وجاء في حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول :

«تقول النار للمؤمن يوم القيامة : جزيا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي» (٢)

[٧٢] (ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا)

يبقى الظالمون جاثين على ركبهم في جهنم ليذوقوا العذاب ، لأنهم ظلموا أنفسهم ولم يتقوا نار جهنم في الدنيا.

يقول رسول الله (ص) في خطبته التي ألقاها قبل شهر رمضان :

«اتقوا الله ولو بشقّ تمرة»

إن شق التمر الذي يعطيه الإنسان سوف يكون له خلاصا من نار جهنم بقدره ، وكل عمل صالح يعمله في الدنيا يصبح زادا لمسيرة الخروج من نار جهنم.

المقاييس المادية :

[٧٣] (وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا)

هنا يعالج القرآن مشكلة نفسية أخرى وهي مشكلة تقييم الحقائق بالماديات ، فقد تتلى آية من القرآن على إنسان فلا يستمع إليها باعتبارها آية قرآنية نزلت من السماء ، لماذا لأنّ الذي يتلو عليه تلك الآية رجل فقير ، فيقول في نفسه : كيف أسمع كلامه؟! في الحقيقة أنت لا تسمع كلامه ، وإنما تسمع كلام الله ، وهكذا فهو يقيم

__________________

(١) نور الثقلين ج ٣ ص ٣٥٣

(٢) المصدر ص ٣٥٤

٨٦

الحقائق بحسب وضعه المادي ، ويقول : (أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقاماً وَأَحْسَنُ نَدِيًّا)

خير مقاما : يعني أحسن مكانا ، وأكثر نديّا : أكثر أصحابا وجماعة.

[٧٤] (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثاثاً وَرِءْياً)

لقد أهلكنا كثيرا من الأمم السابقة بالرغم من أنهم كانوا يتملكون الأمتعة ومظاهر الأبهة والعظمة ، لأنهم لم يفكروا أو يعتبروا.

إن الحقائق تقاس بذاتها لا بما يملك الإنسان من ماديات ومظاهر ، وإن هذه المظاهر ليست دليلا على أن الله يحب صاحبها أو أنه يرضى بعمله.

[٧٥] (قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا)

إن الله يمد في ضلالة الإنسان الضال ، بامداده بالنعم ، حتى يفقد الأمل في العودة الى الهداية ، آنئذ يأخذه مرة واحدة أخذ عزيز مقتدر.

(حَتَّى إِذا رَأَوْا ما يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ)

أما عذابا بئيسا في الدنيا أو عذابا بئيسا في الآخرة.

(فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكاناً وَأَضْعَفُ جُنْداً)

آنئذ يعلمون بأن أموالهم وأولادهم لا تغني عنهم من الله شيئا ، كما أن أصحابهم وجنودهم ورجالهم لا يغنون عنهم من الله شيئا إذا حانت ساعة الثورة ، وأحاط بهم العذاب على يد المستضعفين في الدنيا ، أو سبق الأجل ثورة المستضعفين فأخذهم الى نار جهنم ، حينئذ سيعلمون عاقبة الغرور بالدنيا وزينتها. إن فخر الإنسان ومباهاته يجب أن يتأخر الى الآخرة ، وإذا خطر بباله أن يغتر بالدنيا فعليه

٨٧

أن ينهى نفسه عن ذلك ويقول لها : انتظري الى يوم القيامة ، حينما تكون الجنة من نصيبك فآنئذ يحق لك الافتخار والاختيال أما إذا رموك مثلما ترمى القمامة في نار جهنم فهل تستطيع في هذه الحالة أن تدعي لنفسك شرفا؟ كلا ... انه في نفس الوقت الذي يمد الله في ضلالة الضالين فانه يمد في هداية المهتدين بهداه ، وهذا هو الفرق ، فانك إذا أصبحت مهتديا فان الله يزيدك هدى ، أما الإنسان الضال فان الله يزيده شهرة وأموالا وأنصارا ويملي له الى حين.

٨٨

وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا (٧٦) أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً (٧٧) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٧٨) كَلاَّ سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا (٧٩) وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً (٨٠) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (٨٢) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (٨٣) فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (٨٤)

______________________

٨٣ [تؤزهم] : الأز الإزعاج وقيل تؤزهم أزا اي تغريهم بالمعاصي إغراء.

٨٩

وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ

خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ

هدى من الآيات :

في إطار الموضوع العام لسورة مريم في ترشيد العلاقة بين الإنسان وبين أولاده وأسرته. ولكن لا تضل هذه العلاقة عن الصراط المستقيم. تعالج آيات هذا الدرس مرض النفس البشري وهو الغرور بالمال والولد ، وتبين أن اهتداء البشر من مسئوليته إلا إن الله يزيده هدى ، وإن من أهم ما يهدي إليه الربّ عبده العمل للمستقبل. ذلك إن الأعمال الصالحات التي تبقى خير عند الله ثوابها ، وخير مصيرها ، أما الضالون الذين يكفرون بآيات الله ، ويفترّون بما أوتوا من مال وولد. ولكن هل اطّلعوا على الغيب وعلموا ان الله لا يعذبهم ، أم اتخذوا عند الرحمن بذلك عهدا. كلا .. إنّ ادعاءه الكاذب بذلك سوف يصبح بذاته وبالا عليه. وسوف يمدّ الله له من العذاب مدّا ، وسوف يورثه الله أقواله ، ويمتثل أمام ربه للجزاء وحده من دون مال وولد.

وتراهم اتخذوا آلهة من دون الله ، ليعتزوا بهم. كلّا .. بل سوف تكون عبادتهم

٩٠

للآلهة وبالا عليهم ، فيكفرون بعبادتهم ، وينقلبون ضدهم. إن الشياطين يثيرون الكافرين ، ويسوقونهم نحو الضلالة ، فلا تعجل في طلب العقوبة لهم. إذ أنّ استمرار ضلالتهم وكفرهم سيكون سببا لمزيد العقاب عليهم.

هكذا ينبغي أن يتّقي البشر الاعتماد على المال والولد والآلهة ، وتكون صلته بالله هي الأسمى والأعلى والأمتن.

بيّنات من الآيات :

[٧٦] بما أن آيات الذكر لا تسدي إلينا الوصايا والمواعظ فحسب ، بل تعالج بعمق الانحرافات النفسية التي تعجل الإنسان يتورط في علاقات شاذّة مع زينة الحياة الدنيا ، من مال وولد ، سواء بالغرور بها أو بالاستسلام لها من دون إرادة أو تفكير ، وهكذا يؤكد السياق هنا أن (قرار) الاهتداء الى الله من مسئولية البشر ، فعليه أن يخطو الى ربه الخطوة الأولى. حيث سيتولّاه الله بعدئذ برحمته فيزيده هدى.

(وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً)

وليس على الإنسان أن يلاحظ لحظاته الحاضرة فقط ، وإنما ينظر بعيدا الى المستقبل ، وما ذا يجب أن يعمل فيه.

إن الأعمال الحسنة بالرغم من أنها قد تبدو ضائعة في بادئ الرأي ، الا أنها باقية ، وستعود الى صاحبها بصورة مضاعفة ، لذلك نجد القرآن الحكيم يقول ، عن الباقيات الصالحات ، «وَخَيْرٌ مَرَدًّا» أي أنها ترد إليك أضعافا مضاعفة بعد أن تزكو وتنمو.

(وَالْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ مَرَدًّا)

٩١

فجزاؤه أفضل ، وعاقبته أحسن.

بلى إنّ كل فعل صالح تقوم به اليوم يصبح غدا جنات واسعة تعيش فيها بإذن الله خالدا. حتى الكلمات التي يلهج بها اللسان ، وقد يستهين بقدرها المرء تصبح موادا أولية لبناء قصوره في الجنة.

جاء في حديث مأثور عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) عن جده الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) انه قال :

«لمّا أسري بي الى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قيعانا يقفا (١) ورأيت فيها ملائكة يبنون ، لبنة من ذهب ولبنة من فضة ، وربما أمسكوا ، فقلت لهم : ما لكم ربما بنيتم وربما أمسكتم؟ فقالوا : حتى تجيئنا النفقة ، فقلت لهم : وما نفقتكم؟ قالوا : قول المؤمن في الدنيا : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، فاذا قال بنينا ، وإذا أمسك أمسكنا» (٢)

[٧٧] ثم يبيّن بأن أولئك الذين يتعلقون بأموال الدنيا ، ويزعمون بأن سعيهم وعملهم ينبغي أن يكون من أجل الدنيا ، ومن أجل الحصول على المال والولد. ان هؤلاء على خطأ كبير ، لأن زينة الحياة الدنيا ليس من المؤكد الحصول عليها ، فقد يحصل الإنسان عليها وقد لا يحصل.

ولو افترضنا أنه حصل عليها فليس من المضمون أن تكون رحمة ، بل قد تكون عذابا له ، اما في الدنيا أو في الآخرة ، وأخيرا فان ما يحصل عليه الإنسان قد يسعده في الدنيا ، ولكن هل الدنيا نهاية رحلة الإنسان؟ كلا ..

إذن عليه أن لا يحصر كل اهتمامه ، وكل سعيه من أجل الحصول على المال

__________________

(١) أي أراضي بيضاء.

(٢) تفسير نور الثقلين ج ٣ ص ٣٥٦.

٩٢

والولد ، كما عليه أن لا يتعلق بغير الله ويجعله إلها يعبده من دونه ، فان المال قد يصبح معبود الإنسان ، كذلك الولد ، والعلم ، والغنى.

وعموما إنّ على الإنسان أن لا يفقد ذاته من أجل شيء ، أنّى كان ذلك الشيء.

فاذا عشقت العلم لمجرد العلم ، وليس لمنفعتك ولا لمنفعة الناس ، وإذا أحببت الفن للفن لا لمنفعتك ولا لمنفعة أحد ، وأي شيء في الحياة لو عشقته عشقا مجردا من دون أن تفكر في مدى منفعته لك أو لمجتمعك أو لقيمك ، فان ذلك لن يكون مجديا. لأن هذا الشيء سوف ينتهي ولن يعطيك شيئا ، بل سوف تخسر نفسك ، وتخسر آمالك وتطلعاتك.

نعم : العلم في حدود الإيمان ، والفن من أجل سعادتك وسعادة الناس ، والسلطة من أجل العدالة ، والثروة من أجل العمارة ، وهكذا سائر أشياء الحياة الدنيا إن كانت من أجل القيم وفي حدود القيم كانت نافعة لأننا آنئذ نحب تلك الأشياء لأننا نحب القيم ، أما إذا انعكست الآية وأردنا أن تكون القيم وراء الأشياء ، وتحولت الحياة الى شيء يعبد من دون الله ، فان هذا لن ينفعنا ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، يقول ربنا سبحانه :

(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً)

في مقابل الباقيات الصالحات التي يدخّرها الإنسان لمستقبله ، هناك من يسعى ويدخّر جهوده ليس من أجل الباقيات الصالحات ، وليس من أجل الله ، ولا رسالته ، ولا من أجل المجتمع ، إنما لكي يصبح أكثر أموالا وأولادا.

والقرآن الكريم يقول : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ) أي انظر وتدبّر في عاقبة هذا الرجل الذي كفر بآياتنا. إن الإنسان الذي يسعى من أجل المال والولد في حدود

٩٣

الايمان بالله وفي حدود القيم فلا بأس عليه ، أما الذي يكفر بالآيات من أجل المال والولد وغرورا بهما فما عليه إلا أن ينتظر عاقبته ، ويبدو من الآية : إنّ الإنسان يشعر في قرارة نفسه بالضعف ، وفطرته تدعوه إلى أن يجبر هذا الضعف الذاتي بالايمان بالله ، وبآياته المبثوثة في الكون ، والمنزلة على النبي في الكتاب ، إلّا أنّ الشيطان قد يضله عن هذا السبيل الحق ، ويغويه بالتمسك بالمال والولد بزعم انهما يغنياه شيئا ويجبران ضعفه الذاتي ، ولكن هيهات.

هل يعلم هذا الإنسان بأنه سيحصل على المال والولد حتى يؤكد ذلك تأكيدا ويقول : «لَأُوتَيَنَّ مالاً» بلام التأكيد ونونه؟ كلا .. وأبسط دليل على عدم علم الإنسان بالغيب هو أن يحاول كتابة قائمة تفصيلية لما سيعمله غدا ثم يحاول في اليوم الثاني بكل جهده أن يعمل كل الأعمال التي كتبها في برنامجه ، ولكنه سيجد نفسه قد فشل في تطبيق كثير من بنوده لأي سبب من الأسباب .. يقول الامام علي (ع) :

«عرفت الله بفسخ العزائم ونقض الهمم»

[٧٨] (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً)

إن ضمان تطبيق شيء لا يكون إلا عن طريق أمرين : اما العلم بالمستقبل ، واما قدرة الله ، ولكن الإنسان الذي ليس لديه ضمانة من الله ولا علم له بالمستقبل كيف يعتمد على شيء غير موجود. جاء في حديث في سبب نزول الآية ما يلي :

عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عز وجل : (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) (ان العاص بن وائل بن هشام القرشي ثم السهمي وهو أحد المستهزئين ، وكان لخباب بن الأرت على العاص بن وائل حق ، فأتاه يتقاضاه ، فقال له العاص : ألستم تزعمون ان في الجنة الذهب والفضة والحرير؟ قال : بلى ، قال : فموعد ما بيني وبينك الجنة فو الله لأوتين

٩٤

فيها خيرا مما أوتيت في الدنيا ، يقول الله عز وجل : (أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا) والضد القرين الذي يقرن به) (١)

[٧٩] (كَلَّا سَنَكْتُبُ ما يَقُولُ)

وأما ما يحصل عليه عمليا من نعم ومكاسب مادية في الحياة الدنيا ، فمن يضمن أنها ستكون مصدر سعادة له ، بل على العكس من ذلك قد تجرّه الى تعاسة وعذاب.

(وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذابِ مَدًّا)

إن هذه النعم ليست سعادة بالنسبة إليه ، وإنما هو ذنب عجّلت عقوبته ، كما جاء في الحديث وهو لا يشعر بذلك.

[٨٠] (وَنَرِثُهُ ما يَقُولُ وَيَأْتِينا فَرْداً)

معنى الآية ـ كما ذكروا ـ إن الله يرث ما يقوله الفرد عن المال والأولاد ، وبتعبير آخر : يرث الله منه ما يعتمد عليه.

إن ما يحصل عليه من المال والولد سيذهب عنه بعد حين ، والذين كان لديهم أموال وأولاد ذهبوا عن أموالهم وأولادهم أيضا ، ولم يصحبوا معهم الى القبر سوى قطعتين من الكفن.

الله سبحانه هو الباقي وهو الذي يرث الأرض ومن عليها ، فالأولاد والأموال لا

__________________

(١) نور الثقلين ج ٣ ص ٣٥٦.

٩٥

تبقى له ولا هو يبقى لها ، ويوم القيامة يأتي وحده عاريا حافيا حاسرا ، لا يملك أي شيء «وَيَأْتِينا فَرْداً».

[٨١] إنّ البشر يبحث عن شيء أو شخص يعتمد عليه ، ويجبر به ضعفه الذاتي ، ويعالج به شعوره بالضعفة والذلة. فقد يتخذ المال والأولاد جابرا لضعفه فيعتز بها ، وقد يبحث عن آلهة من أصنام بشرية أو حجرية ـ فيقول عنه ربنا :

(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا)

هؤلاء بدورهم اتخذوا آلهة انتموا إليها من أجل أن يكونوا أعزاء ، وأساسا الانتماء الى جهة ما سواء كانت عشيرة ، أو حزبا ، أو تيّارا سياسيّا ، أو سلطة حاكمة ، أو ما أشبه ، إن لم يكن من أجل الله ، ومن أجل القيم والرسالة ، فلا بدّ أن تكون من أجل العزّة الدنيوية ، ذلك ان الإنسان حينما يشعر بنقصه الذاتي فيرى نفسه مهينا ضعيفا يحاول الانتماء الى جهة معينة ، كأن ينتمي الى تيّار حزبي مثلا لكي يعطيه العزة التي يبحث عنها ، وهناك طائفة كبيرة من الناس ـ وللأسف ـ يسيرون على هذا النهج ، فهم بالاضافة الى أنهم لن يجدوا عندهم العزة ، فإنهم سيكونون عليهم ضدّا.

[٨٢] (كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا)

آنئذ سيندمون ندما شديدا ، ويتحسرون على شبابهم الذي ضيّعوه في خدمة هذا التجمع الزائف ، وقيادته الكافرة ، ويقولون : لقد اتبعناه ، ووفرنا له العزة والسلطة على حساب مصلحتنا ، ومصلحة أمتنا ، وقيم رسالتنا ، ولم نحصل مقابل ذلك إلا على سخط الله من جهة ، وعداوة من انتمينا إليهم. وهذه النهاية المأساوية ليست مقصورة على يوم القيامة ، بل هي كثيرا ما تتحقق في الدنيا قبل الآخرة. إنّ الطاغية

٩٦

الذي نتخذه من دون الله إلها ، تسمع له ، وتطيع أمره ، وتزعم انه عزّ لك ، إنه يكفر بعبادتك ولا يوفّر الحماية لك ، بل إنه سيكون ضدك لأنه يعيش لنفسه فحسب ، وإذا خالفت مصالحه مصالحك فانه سوف يضربك عرض الحائط ، وكل تاريخ الطغاة شاهد حق على هذه الحقيقة ، ولعلك تقول : إني لا أعبده ، بل أطيعه. كلا.

إنك تعبده حين تسمع له ، وتطيع أمره ، وما جوهر العبادة إلّا الطاعة. جاء في حديث شريف في تفسير هذه الآية.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله : «وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا» يوم القيامة أي يكون هؤلاء الذين اتخذوهم آلهة من دون الله ضدا يوم القيامة ، ويتبرءون منهم ومن عبادتهم الى يوم القيامة ثم قال : ليس العبادة هي السجود ولا الركوع ، وإنما هي طاعة الرجال ، من أطاع مخلوقا في معصية الخالق فقد عبده ، وقوله عز وجل : «أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا» قال : لما طغوا فيها ، وفي فتنتها ، وفي طاعتهم ، ومدّ لهم في طغيانهم وضلالتهم ، أرسل عليهم شياطين الانس والجن (تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) أي تنخسهم نخسا ، وتحضهم على طاعتهم وعبادتهم ، فقال الله عز وجل : (فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) أي في طغيانهم وفتنتهم وكفرهم (١)

جزاء الكافرين :

[٨٣] (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا)

إن الشياطين يدفعون الكافرين دفعا الى العذاب ، الى حيث النقمة والشقاء. هكذا يفعل الشياطين بالكافرين ، ولكن الله ليس بظلام للعبيد ، فهو لا يبعث

__________________

(١) تفسير نور الثقلين ج ٣ ص ٣٥٧.

٩٧

الشياطين على المؤمن المخلص الذي انتهج منذ البدء طريق الهدى ، والشيطان لا يقدر عليه مهما حاول جهده ، أما ذلك الإنسان الذي كفر بالله ابتداء ، وترك الاعتصام بحبله ، وظل بدون محور صحيح يدور عليه ، ولا قاعدة ثابتة يعتمد عليها ، فأن الله يرسل عليه شيطانا يدفعه الى النار في الآخرة ، والعذاب في الدنيا ، والآية هذه شاهدة على الآية السابقة ، إذ إنّ الشياطين وهم الحكام الظلمة ، والأحزاب الكافرة ، وإبليس وجنوده ، لا يزالون ينخسون مريديهم وتابعيهم ، ويحرضونهم على طاعتهم حتى يوردونهم نار جهنم.

[٨٤] (فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ)

لذلك لا تعجل على هؤلاء الذين يمشون في هذا الطريق ، وينتمون الى هذه الأحزاب المشبوهة الباطلة ، في سبيل تثبيت الأنظمة الفاسدة ، فان الشيطان سوف يدفعهم الى مصيرهم المحتوم. جاء في حديث عن قوله : «أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا» قال : نزلت في مانعي الزكاة والمعروف ، يبعث الله عليهم سلطانا أو شيطانا فينفق ما يجب عليه من الزكاة في غير طاعة الله ، ويعذبه على ذلك (١)

(إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا)

إن كل خطوة يخطونها ، وكل سعي يسعونه ، يتحول الى عذاب يعدّه الله لهم ، ويحصيه عليهم ، وقد جعل لدى كل واحد منهم رقيبا من الملائكة ، يسجّل عليه كل حركاته وسكناته بدقة بالغة ، بحيث لا يفوته أدق الأمور ، وهذا الرقيب لا يمل ، ولا يتعب ، ولا يعتريه الخلل أو العطل ، وربما لذلك يستغرق عذاب الآخرة وقتا طويلا ، قد يبلغ ملايين السنين ، وهي الفترة اللازمة لمعاقبة المجرم على كل ما اقترفه في الدنيا

__________________

(١) المصدر.

٩٨

من آثام.

فنفس واحد يتنفس المجرم في مجلس الشيطان ، أو في مجلس الظالمين ، أو في مجلس السوء أو .. أو. يسجل عليه إثما ، فكيف إذا كان يدفع الجنود الى الحرب؟!

إن كل عمل تقوم به مهما كان صغيرا سوف يتحول الى عقرب يلدغه يوم القيامة ، وسواء كان يؤمن بهذا الشيء أو لا يؤمن ، فذلك غير مهم ، فليس من الضروري أن تؤمن بأن هذا الشيء الذي تأكله إنما هو سمّ قاتل حتى يضرك ، فاذا أخذت قرصا وبلعتها زاعما انها قطعة سكّر وكان سما ، فهل ذلك يدفع عنك تأثير السم؟ كلا ..

هكذا إذا كانت تخدم الظالم ولا تؤمن بأنك تقوم بجريمة ، فان ذلك سوف يكتب عليك جريمة ، لأنك اخترت طريق الخطأ ، وسواء رضيت أو لم ترض ، فهذا قدر الله وقضاؤه ، ويجب أن تخضع لأمر الله سبحانه.

إن من يريد أن يخلّص نفسه يجب عليه أن يتوب سريعا ، أما إذا جاءه الموت أو الساعة ، وقرّر أن يتوب فتوبته ستكون غير مقبولة. جاء في حديث شريف حول هذه الآية :

«قال لي : ما عندك؟ قلت : عندي عدد الأيام قال : لا ، إن الآباء والأمهات ليحصون ذلك ، ولكن عدد الأنفاس» (١)

__________________

(١) المصدر.

٩٩

يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً (٨٥) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً (٨٦) لا يَمْلِكُونَ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً (٨٧) وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً (٨٨) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا (٨٩) تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمنِ وَلَداً (٩١) وَما يَنْبَغِي لِلرَّحْمنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً (٩٢) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً (٩٣) لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (٩٤) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً (٩٥) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ

______________________

٨٦ [وردا] : الورد الجماعة التي ترد الماء.

٨٩ [إدّا] : الأمر العظيم.

٩٠ [هدّا] : الهدم بشدة صوت.

١٠٠