قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

ملحمة قوافل النّور

ملحمة قوافل النّورملحمة قوافل النّور

ملحمة قوافل النّور

المؤلف :حسين بركة الشامي

الموضوع :الشعر والأدب

الناشر :دار الإسلام

الصفحات :746

تحمیل

ملحمة قوافل النّور

211/746
*

البيان الأوّل لثورة الحسين عليه‌السلام

وقامَ فيهم خاطباً يقولُ :

بالنصِّ قد أوصى لنا الرسولُ

فما خرجتُ أشِراً أو بَطرا

أو ظالماً أو مُفسِداً بلْ مُنْكِرا (١)

وسارَ حتى وصلَ « الصّفاحا »

بعزْمهِ يواصلُ الكفاحا

حيث التقاهُ الشاعرُ « الفرزدقُ »

مُخبّراً إياهُ وهوَ يصدقُ

انَّ قلوبَ الناسِ لم تزلْ معكْ

وتطمحُ السيوفُ أنْ تقطعَكْ

فاسترجعَ الحسينُ ثمَّ حَوْقَلا

بأنّهُ يَرضى القضاءَ والبلا

__________________

(١) بينما كانت الكوفة تعيش حالة القلق والترقب والخوف إثر مقتل مسلم وهاني ، فإن مكة كانت هانئة بوجود الحسين عليه‌السلام الذي كان يمارس دوره في التوجيه والارشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حتى جاء خبر وصول مجموعة من رجال السلطة الاموية لاغتياله ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة ، فكره الحسين عليه‌السلام أن يُراق الدم في هذا المكان المقدس ، فقرر مغادرة مكة بسرعة نحو العراق عاصمة اهل البيت وساحة الثورة المتجددة.

وفي الثامن من ذي الحجة ، وهو يوم التروية والخروج الى منى قطع الحسين مناسك الحج ، وحوّل حجه الى عمرة مفردة متجهاً الى العراق عبر ميقات التنعيم ، ـ ولعلّه كان يهدف من هذا التوقيت تنبيه الامة إلى خطورة الموقف ومسؤوليتها التاريخية ـ وقد ودعته مكة ، وهو ابنها ، بالدموع والحسرات ، وودعها هو بخطبة تاريخية مثّلت البيان الاول للثورة الحسينية الخالدة ، حيث حدد فيها عزمه وارادته على المضي نحو تحقيق الاصلاح الاجتماعي والسياسي ، وإن أدى ذلك الى شهادته ، جاء فيها : ما خرجت اشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً ، انما خرجت لطلب الاصلاح في أمّة جدي ، اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، فمن قبلني بقبول الحق ، فالله أولى بالحق ، ومن رد علي ذلك أصبر حتى يحكم الله والله خير الحاكمين.

left