قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

حياة الإمام الحسين عليه السلام [ ج ١ ]

حياة الإمام الحسين عليه السلام

حياة الإمام الحسين عليه السلام [ ج ١ ]

تحمیل

حياة الإمام الحسين عليه السلام [ ج ١ ]

267/444
*

في هذه البحوث المؤلمة ، إلاّ أنّ دراسة حياة الإمام الحسين (عليه السّلام) دراسة منهجية سليمة وشاملة تتوقف على دراسة هذه الأحداث التي لعبت دورها الخطير في مسرح السياسة الإسلامية ، فقد أخذت تجري كلّها في فصل واحد مترابط ، وأعقبت أشدّ المحن والخطوب.

مآسي الزهراء (عليها السّلام) :

وطافت موجات قاسية من الهموم والأحزان ببضعة النبي (صلّى الله عليه وآله) ووديعته ، فقد احتلّ الأسى قلبها الرقيق المعذّب ، وغشيتها سحب قاتمة من الكدر واللوعة على فقد أبيها الذي كان أعزّ عندها من الحياة ، فكانت تزور جدثه الطاهر فتطوف حوله ، وهي حيرى ذاهلة الّلب ، منهدّة الكيان فتلقي بنفسها عليه ، وتأخذ حفنة من ترابه الطاهر فتضعه على عينيها ووجهها وتطيل من شمّه وتقبيله ، فتجد في نفسها راحة ، وهي تبكي أمرّ البكاء وأشجاه ، وتقول بصوت حزين النبرات :

ماذا على مَن شمَّ تربةَ أحمدٍ

أنْ لا يشمَّ مدى الزمانِ غواليا

صُبّت عليّ مصائبٌ لو أنّها

صُبّت على الأيام صُرن لياليا

قل للمُغيّب تحت أطباق الثرى

إن كنت تسمعُ صرختي وندائيا

قد كنتُ ذات حمىً بظلِّ محمدٍ

لا أختشي ضيماً وكان جماليا

فاليومَ أخضعُ للذليل وأتّقي

ضيمي وأدفعُ ظالمي بردائيا

فإذا بكت قُمريّةٌ في ليلها

شجناً على غصنٍ بكيتُ صباحيا

فلأجعلنَّ الحُزن بعدك مُؤنسي

ولأجعلنّ الدمع فيك وشاحيا (١)

وتصوّر هذه الأبيات أروع تصوير وأصدقه للوعة الزهراء وشجونها

__________________

(١) المناقب لابن شهر آشوب ٢ / ١٣١.