لقد علم الحيّ اليمانيّ أنني |
|
إذا قيل : أمّا بعد أني خطيبها |
يعني الخاطب بها أوّلا ، وإلاّ ذهب التمدّح.
وقال الإمام فخر الدين في كتابه جامع الفوائد : إنّ أوّل من تكلّم بها أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
ويجوز الجمع بين هذه الأقوال بكون كلّ منهما نطق بها جاهلا بغيره ؛ ولا يضرّ جهل الإمام بذلك ؛ إذ ليس مسألة دينيّة ، وهذا من توافق الخاطرين (١) المذكورين في البديع.
فهذه « الفاء » للتعقيب على حسب ما يمكن ، و « الهاء » للتنبيه ، وبقيّتها للإشارة.
والمقالة : جمع فيه مبالغة واحدة.
قوله : التكليفيّة نسبة لها إلى التكليف ، نسبة الموصوف إلى الصفة ، فيتبعه في إعرابه.
مرتّبة ، الترتيب : جعل كلّ شيء في مرتبته كالبناء بوضع أكبر آلاته في قاعدته ، وأصغرها في ذروته ، وحشو ما لا وجه له منها في وسطه فلو عكس ذلك لم يكن ترتيبا بل تأليفا.
والفصول : جمع واحده فصل. والفصل لغة : القطع ، ( فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ ) (٢) أي قطعهم وسار بهم ، وفصل الصبيّ : قطعه عن الرضاعة. ويقال في عرف المنطقيّين على المميّز الذاتي. واصطلاحا : الجامع لمسائل متّحدة صنفا مختلفة شخصا.
والسنيّة : إمّا من السناء الممدود وهو الرفعة ، أو المقصور وهو الضوء ، ( يَكادُ سَنا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ ) (٣) ، والجمع بينهما صالح.
قال : ( الفصل الأوّل في ماهيّته وتوابعها. الفصل الثاني في متعلّقه.
__________________
(١) توارد الخواطر : اتّفاق القائلين في اللفظ والمعنى جميعا ، أو في المعنى وحده. المطوّل للتفتازاني : ٤٧٠.
(٢) البقرة (٢) : ٢٤٩.
(٣) النور (٢٤) : ٤٣.