والبلقع ، الخراب.
وعن أبي الحسن عليهالسلام قال : « قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : كن بارّا واقتصر على الجنّة ، فإن كنت عاقّا فظّا غليظا فاقتصر على النار » (١).
قلت : الفظاظة : الجفوة وخشونة الكلام.
والغلظة ، قساوة القلب وعدم رحمته.
والظاهر من قوله : « واقتصر » في الموضعين ، أنّ هاتين الخصلتين يحصلان بهما.
وعن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « إذا كان يوم القيامة كشف غطاء من أغطية الجنّة فوجد ريحها من كانت له روح من مسيرة خمسمائة عام إلاّ صنفا واحدا ، وهم العاقّ لوالديه » (٢).
وعن أبان بن تغلب عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « ليلة أسري بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : يا ربّ ، ما حال المؤمنين عندك؟ قال : يا محمّد ، من أهان لي وليّا فقد بارزني بالمحاربة ، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي. وما تردّدت في شيء أنا فاعله كتردّدي عن وفاة عبدي المؤمن ، يكره الموت وأنا أكره مساءته. وإنّ من عبادي المؤمنين من لا يصلح له إلاّ الغنى ، ولو صرفته إلى غير ذلك لهلك. وإنّ من عبادي المؤمنين من لا يصلح له إلاّ الفقر ، ولو صرفته إلى غير ذلك لهلك. وما يتقرّب عبدي إليّ بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضت عليه ، وإنّه ليتقرّب إليّ بالنافلة حتّى أحبّه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ولسانه الذي ينطق به ، ويده التي يبطش بها ، إن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته ، وإن سكت ابتدأته » (٣).
قلت : وفي بعض النسخ زيادة : « إن شئت شاء ، وإن شاء شئت » والتردّد على الله سبحانه محال ؛ لأنّه ينشأ من عدم العلم بوجوه المصالح ، فيحمل على إضمار شيء
__________________
(١) الكافي ٢ : ٣٤٨ / ٢ ، باب العقوق.
(٢) الكافي ٢ : ٣٤٨ / ٣ ، باب العقوق.
(٣) الكافي ٢ : ٣٥٢ / ٨ ، باب من أذى المسلمين واحتقرهم.