باب :
وبإسناده إلى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : « كانت الفقهاء والحكماء إذا كاتب بعضهم بعضا كتبوا بثلاث ليس معهنّ رابعة : من كانت الآخرة همّه كفاه الله همّه من الدنيا والآخرة ، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته ، ومن أصلح فيما بينه وبين الله عزّ وجلّ أصلح الله فيما بينه وبين الناس » (١).
وعنه عليهالسلام : « ما من يوم يمرّ على ابن آدم إلاّ قال له ذلك اليوم : أنا يوم جديد ، وأنا عليك شهيد ، فقل واعمل فيّ خيرا ، أشهد لك به يوم القيامة ، فإنّك لن تراني بعدها أبدا » (٢).
وروى عبد الله بن عباس عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « أشرف أمّتي حملة القرآن وأصحاب الليل » (٣).
وبإسناده عن الصادق عليهالسلام : « ما ضعف البدن عمّا قويت عليه النفس » (٤).
وعنه عليهالسلام : « أوحى الله عزّ وجلّ إلى آدم عليهالسلام : يا آدم ، إنّي أجمع لك الخير كلّه في أربع كلمات : واحدة لي ، وواحدة لك ، وواحدة فيما بيني وبينك ، وواحدة فيما بينك وبين الناس. فأمّا التي لي فتعبدني ولا تشرك بي شيئا ، وأمّا التي لك فأجازيك بعملك أحوج ما تكون إليه ، وأمّا التي فيما بيني وبينك فعليك الدعاء وعليّ الإجابة ، وأمّا التي فيما بينك وبين النّاس فترضى للناس ما ترضى لنفسك » (٥).
قلت : قوله : واحدة لي ، لا يدلّ على احتياجه إلى العبادة ؛ لما ثبت من غنائه الذاتي ، بل المعنى أن تتقرّب بالعبادة إليّ لا إلى غيري ليكون جزاءك منّي ولا إليّ مع غيري ؛ لقوله : « أنا خير شريك ، ما شوركت في شيء إلاّ تركته لشريكي » (٦).
__________________
(١) الفقيه ٤ : ٢٨٣ / ٨٤١.
(٢) الفقيه ٤ : ٢٨٤ / ٨٤٥.
(٣) الفقيه ٤ : ٢٨٥ / ٨٥١.
(٤) الفقيه ٤ : ٢٨٦ / ٨٥٥ ، وفيه « النيّة » بدل « النفس ».
(٥) الفقيه ٤ : ٢٩٠ / ٨٧٣.
(٦) فقه الرضا : ٣٨١ ، باب التفكّر ... ؛ وقريب منه في عدّة الداعي : ٢٠٣ ؛ وكنز العمّال ٣ : ٤٧٨ ـ ٤٧٩ / ٧٥١١ ـ ٧٥١٢.