[ قوله : ] والعملي منه فعل مقتضى ذلك كلّه ، يعني به العملي من العقلي الضروري ، فالمقتضى ـ بالفتح ـ وهو فعل الصدق وفعل الانصاف وفعل الشكر ، وأخواتها ؛ لأنّ العلم بوجوبها اقتضى فعلها.
تنبيه :
الاقتضاء : صفة مفعولة لازمة لما أضيفت إليه لا فاعل لها ، كصفات القديم الذاتيّة ، فإنّ ذاته المقدّسة ليست مؤثّرة فيها ولا غيرها ، وكذا إمكان الممكن ، وزوجيّة الاثنين إلى غير ذلك ، ممّا يجري هذا المجرى. وهنا العلم بوجوب تلك المعدودات لزمه الإتيان.
قال : ( وبالندب ، كالعلم بابتداء الإحسان ، وحسن الخلق ، والصمت ، والاستماع ، واللين ، والأناة ، والحلم ، والرفق ، والعفّة ، والنصيحة ، وحسن الجوار ، والصحبة ، والمبالغة في صلة الرحم ، وصدق الودّ ، والصبر ، والرضى ، واليأس عن الناس ، وتعليم الجاهل ، وتنبيه الغافل ، والإغاثة ، والإرشاد حيث يمكن بدونه ، وإجابة الشفاعة ، وقبول المعذرة ، والمنافسة في الفضائل ، ومصاحبة الأفاضل ، ومجانبة السفهاء ، والإعراض عن الجهّال ، والتواضع للأخيار ، والتكبّر على الأشرار إذا كان طريقا إلى الحسبة ، والفكر في العاقبة ، وتجنّب المريب ، والمكافأة على المعروف ، والعفو عن المظلمة ، وشرف النفس ، وعلوّ الهمّة ، واحتمال الأذى ، ومداراة الناس ، والأمر بالحسن والترغيب فيه ، والنهي عن المكروه ، والفحص عن الأمور ، وغير ذلك. والعملي فعل مقتضاها ).
أقول : هذا هو الحكم الثاني من الأحكام المندرجة في القسم الأوّل من الأقسام الخمسة ، وهو العلم العقليّ الضروري ، فالعلم بالابتداء بالإحسان ندب قضت به