الجزئيّة غير
المحسوسة ، كإدراك الحيوان معنى في المفترس يوجب الهرب ، وهي بمنزلة عقل الإنسان.
والإحساس : يمكن أن يريد به مطلقه من المدرك بالحسّ الظاهر كالآلات
الخمس ، والباطن كالقوى الخمس ، وأن يريد به الحسّ المشترك خاصّة ، وهو قوّة
مركوزة في الجزء الأوّل من التجويف الأوّل من الدماغ ، وفعلها إدراك المحسوسات
التي تدركها الحواسّ الظاهرة.
أمّا
الفعل : فهو مبدأ
التغيير في آخر ، أو إخراج الشيء من الإمكان إلى الوجوب ، أو إيجاد الشيء بعد أن
كان مقدورا ـ هكذا قيل ـ وفي الأوسط انقلاب الحقائق ، وفي الأخير التعريف بالمضايق
؛ لتعريفهم القادر بمن صحّ منه الفعل. وفعله منع القوى العقليّة ، فإنّ النفس إذا
فعلت المشتهى مرّة بعد أخرى توطّنت عليه ويعسر انجذابها إلى مقابله.
[ فاصرف هواها وحاذر أن تولّيه ]
|
|
إنّ الهوى ما
تولّى يصم أو يصم
|
قال : ( الثانية : دوام النظر في الأمور العالية المطهّرة عن العوارض
المادّية والكدورات الحسّيّة ، المؤدّية إلى ملاحظة الملكوت ، ومعاينة الجبروت ).
أقول : المراد بالأمور العالية البارئ سبحانه وصفات كماله
وجلاله ، وتسمّى صفات كماله صفات جماله وفي الدعاء : « أسألك بجمالك وجلالك » وهذه موجبة
ملاحظة الملكوت.
والملكوت : هو الملك ، بني كذلك للمبالغة. والجبروت : الجبر والكبر. والتاء في الموضعين زائدة.
قال : ( الثالثة : دوام تذكّر إنذار الشارع ، ووعده للمطيع ،
ووعيده
__________________