إنّ مقدمة ترجمة ماراكيوس تشبه مقدمة ترجمة بيتر الكلوني. فقد فصّل وجهة النظر المسيحية ونعى المسيحية إهمالها لمهاجمة الإسلام وجدّد الهجوم بطريقة أكثر إحكاما وتقدما من سابقه ، والترجمة من الناحية اللغوية أدقّ من ترجمة الكلوني وأصبحت مصدرا لترجمة جورج سال الإنجليزية.
وإنّ روح النقد والشبهات اللّذين أثارهما ماراكيوس ليسا جديدين على الترجمات اللّاتينية فبعضها يصب في بعض.
وما سمّاه prodromus في مقدّمة ترجمته ، محاولا أن يثبت أنّ الإسلام ونبيّ الإسلام لم يذكرا في الكتب السماوية وأنّ الإسلام لم يدعّم بالمعجزات مثل المسيحية ، ويدافع عن الفكرة المسيحية في التثليث ، وعن استحالة أن يفسد المسيحيون كتابهم بأيديهم ، كما يدافع عن تشر ذم المسيحية إلى مذاهب كثيرة متعدّدة بعكس الإسلام ، كما يهاجم الإسلام متهما إيّاه بالعنف والإغراق في الجنس.
أمّا ما سمّاه pefutationes والّذي ورد مع نصّ الترجمة آية بآية فإنّه لم يغادر شيئا إلّا ونقده ويمكن القول أنّه قد جمع فيه كل ما قالته المسيحية في الإسلام. وقال ماراكيوس أنّه عند ما سرد سيرة الرسول (ص) ، ورجع إلى المصادر العربية فإن ذلك ليس لثقتي بهذه المصادر ، ولكن عند ما نحارب أعداء الدّين ، فإنّنا نهاجمهم بسلاحهم هم وليس بسلاحنا ، لذا فإنّنا عند ما ننتصر عليهم تكون سعادتنا أكبر.
أثر الترجمة اللّاتينية الثانية لماراكيوس :
بعد ظهور ترجمة ماراكيوس ، قام دافيد نريتر بترجمته إلى الألمانية عام ١٧٠٣ م نقلا عن ماراكيوس. وكانت أوسع ترجمة انتشارا نقلت عن ماراكيوس