بيبلياندر مأخوذة عن ترجمة اخرى قام بها رهبان كاثوليك في إيطاليا ، وعلى أي حال فإن الترجمة الّتي قام بها روبرت من كيتون وحفظت في كلوني كانت أوّل محاولة لترجمة القرآن الكريم إلى اللّغات الأوربية.
وكيف تكتب ترجمة للقرآن الكريم في هذا الجو القاتم من المواجهة والعداء؟
وقد أصبحت هذه الترجمة اللّاتينية بعد طبعها مصدرا ميسرا للمترجمين في إيطاليا وألمانيا وهولندا لعدم معرفتهم باللّغة العربية.
فلم تكد تظهر طبعة بيبلياندر عام ١٥٤٣ م في بازل حتّى ظهرت أوّل ترجمة باللّغة الإيطالية عام ١٥٤٧ لأندريا أريفابيني في فينيسيا ، وإن كان أريفابيني يدّعي أنّه ترجم عن العربية غير أن الترجمة ما هي إلّا نسخة عن اللّاتينية الّتي نشرها بيبلياندر ، ثمّ ان ترجمة أريفابيني كانت مصدرا لأوّل ترجمة بالألمانية قام بها سلمون شفايجر وكان قسيسا واعظا في كنيسة فراون كيرشه في نورمبرج nurenberg am kirsche frauen عام ١٦١٦ م ، والّتي بدورها أصبحت مصدرا لأوّل ترجمة بالهولندية قام بها مجهول عام ١٦٤١ م وطبعت في هامبورج وقد اعيدت طبعة شفايجر الألمانية مرّة اخرى عام ١٦٢٣ ثمّ عام ١٦٥٩ ثمّ عام ١٦٦٤ م.
وهذا يعني أن هناك ثماني طبعات في أربع لغات كلّها من مصدر واحد ، وهي ثلاث طبعات باللّاتينية وثلاث بالألمانية لشفايجر وواحدة بالإيطالية وواحدة بالهولندية (١).
وقد قال جورج سال عن هذه الترجمة اللّاتينية الّتي كانت أساسا للترجمة في أربع لغات : «إنّ ما نشره بيبلياندر في اللّاتينية زاعما بأنها ترجمة للقرآن الكريم لا تستحق اسم ترجمة ؛ فالأخطاء اللّانهائية والحذف والإضافة والتصرّف
__________________
(١) واضيف هنا ترجمة دي ريور الفرنسية ، فالأرجح أنّها مترجمة عن اللّاتينية أيضا وليس عن العربية كما يدّعي دي ريور.