ومنهم من يقول : أنظروا عسى أن يراجع. فبينا أنا وهو واقفان إذ مرّ طلحة بن عبيد الله فوقف فقال : اين ابن عديس (١).
فقيل : ها هو ذا.
قال : فجاءه ابن عديس فناجاه بشيء ، ثمّ رجع ابن عديس فقال لأصحابه : لا تتركوا أحدا يدخل على هذا الرجل ولا يخرج من عنده. فقال عثمان : اللهمّ اكفني طلحة بن عبيد الله فإنّه حمل عليّ هؤلاء وألّبهم. والله إني لأرجو أن يكون منها صفرا وأن يسفك دمه ، إنّه انتهك منّي ما لا يحلّ له ... قال ابن عياش : فأردت أن أخرج فمنعوني حتّى مرّ بي محمّد بن أبي بكر ، فقال : خلّوا سبيله فخلّوني ...
وبلغ عليّا أنّ القوم يريدون قتل عثمان ... فقال للحسن والحسين : اذهبا بسيفيكما حتّى تقوما على باب عثمان فلا تدعا أحدا يصل إليه ...
فخضب الحسن بالدماء على بابه وشجّ قنبر مولى عليّ ، فلمّا رأى ذلك محمّد بن أبي بكر خشي أن يغضب بنو هاشم لحال الحسن والحسين فيثيروها فتنة ، فأخذ بيد رجلين فقال لهما : إن جاءت بنو هاشم فرأت الدماء على وجه الحسن كشفوا الناس عن عثمان وبطل ما تريدون ولكن مروا بنا حتى نتسوّر عليه الدار فنقتله من غير أن يعلم ، فتسوّر محمّد وصاحباه من دار رجل من الأنصار حتّى دخلوا على عثمان وما يعلم أحد ممّن كان معه لأنّهم كانوا فوق البيوت ولم يكن معه إلّا امرأته ، فقال محمّد بن أبي بكر : أنا أبدأكما بالدخول فإذا أنا ضبطته فادخلا فتوجّئاه حتى تقتلاه ، فدخل محمّد فأخذ بلحيته ، فقال عثمان : لو رآك
__________________
(١) هو عبد الرّحمن بن عديس البلوي.
وكان ممّن بايع النبيّ تحت الشجرة وشهد الشجرة وشهد فتح مصر واختط بها. وكان ممّن سار إلى عثمان من مصر. وسجنه معاوية بعد بفلسطين وقتل سنة ٣٦ ه بعد أن هرب من السجن. الإصابة ، حرف العين ، القسم الأوّل ٢ / ٤٠٣ ، رقم الترجمة ٥١٦٥.