قال السيوطي : أخرج البخاري والنّسائي وابن الأنباري في المصاحف والحاكم والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : قال عمر : أقرانا ابيّ ، وأقضانا عليّ.
وإنّا لندع شيئا من قراءة ابيّ وذلك أنّ أبيّا يقول لا أدع شيئا سمعته من رسول الله (ص) وقد قال الله : (ما ننسخ من آية أو ننسئها) (١).
وفي لفظ رواية بمسند أحمد : وابيّ يقول أخذت من فم رسول الله (ص).
ومدلول هذه الرواية أنّ ابيّا يعتمد كلّ ما سمع من القرآن من فم رسول الله (ص) ، وقد يكون ما سمعه ابيّ من القرآن من فم رسول الله (ص) ، ممّا نسخ وأنسي رسول الله (ص) ، وبقي علمه عند ابيّ.
إذا لا اعتبار بما سمعه ابيّ أقرأ الصحابة من فم رسول الله (ص)!! (٢).
ومن رواية النسيان أو الإنساء ما رواها البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ للأوّل عن امّ المؤمنين عائشة أنّها قالت :
سمع النبيّ رجلا يقرأ آية ، فقال : «رحمهالله لقد أذكرني آية كنت نسيتها».
وفي رواية ثانية (سمع رجلا يقرأ من اللّيل فقال : «رحمهالله لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتها من سورة كذا وكذا»).
وفي لفظ البخاري (... يقرأ في المسجد فقال : «رحمهالله لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتها من سورة كذا وكذا») (٣).
__________________
(١) صحيح البخاري ، كتاب تفسير القرآن ، باب قوله (ما ننسخ من آية أو ننسئها) ، ٣ / ٦٧ ، بتفسير الآية ، وفي أوّل تفسير ابيّ من مسند أحمد ٥ / ١٣ ، ثلاث روايات عن ابي مع اختلاف يسير في ألفاظ الروايات ؛ وفي الدرّ المنثور ١ / ١٠٤.
(٢) قم يا ناعي الإسلام فانعه ، إن صحت هذه الرواية أنّ الخليفة قال : لا نأخذ من الصحابي الأقرأ الّذي أخذ القرآن من فم رسول الله (ص).
(٣) صحيح مسلم ، كتاب صلاة المسافرين ، الحديث : ٢٢٤ و ٢٢٥ ؛ وصحيح البخاري ، ـ