قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

تحمیل

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

92/360
*

ومثل ذلك يأتي في قوله : (وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) [الأنعام : ٧٣].

وأما ملك غيره في الدنيا ، فهو إنما يكون خلافة عنه ، وهبة منه وإنعاما ، بدليل قوله تعالى في حقّ" داود" عليه‌السلام : (وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ) [البقرة : ٢٥١].

٢٨ ـ قوله تعالى : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) [الأنعام : ٨٤] الآية.

إن قلت : كيف ذكر في معرض الامتنان من أولاد" إسحاق" ولم يذكر معه" إسماعيل" بل أخّره عنه بدرجات ، مع أنه أكبر منه؟

قلت : لأن إسحاق وهب له من حرّة ، وكانت عجوزا عقيما وإسماعيل من أمة فكانت المنّة في هبة إسحاق أظهر.

وقيل : لأن القصد هنا ذكر أنبياء بني إسرائيل ، وهم بأسرهم أولاد إسحاق ، وإسماعيل لم يخرج من صلبه نبيّ إلا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٢٩ ـ قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ) [الأنعام : ٩٠].

قاله هنا بدون تنوين ، وفي يوسف بالتنوين ، لأنه ذكر هنا قبل قوله (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى) بلا تنوين ، فناسب ذكره هنا كذلك.

٣٠ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ) [الأنعام : ٩٣] الآية.

إن قلت : كيف قال في وصف القرآن ذلك ، مع أن كثيرا ممن يؤمن بالآخرة ، من اليهود والنّصارى وغيرهم لا يؤمن به؟!

قلت : معناه : والذين يؤمنون بالآخرة إيمانا نافعا مقبولا ، هم الذين يؤمنون به.

٣١ ـ قوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ) [الأنعام : ٩٣] الآية.

إن قلت : كيف أفرده بالذّكر ، مع دخوله في قوله قبل : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً؟)

قلت : إنما أفرده بالذّكر لأنه لمّا اختصّ بمزيد قبح من بين أنواع الافتراء ، خصّ بالذّكر ، تنبيها على مزيد العقاب فيه والإثم.