قائمة الکتاب
سورة الأنعام
٨٦
إعدادات
فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن
فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن
المؤلف :زكريّا بن محمّد بن أحمد الأنصاري
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :360
تحمیل
ومثل ذلك يأتي في قوله : (وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ) [الأنعام : ٧٣].
وأما ملك غيره في الدنيا ، فهو إنما يكون خلافة عنه ، وهبة منه وإنعاما ، بدليل قوله تعالى في حقّ" داود" عليهالسلام : (وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ) [البقرة : ٢٥١].
٢٨ ـ قوله تعالى : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) [الأنعام : ٨٤] الآية.
إن قلت : كيف ذكر في معرض الامتنان من أولاد" إسحاق" ولم يذكر معه" إسماعيل" بل أخّره عنه بدرجات ، مع أنه أكبر منه؟
قلت : لأن إسحاق وهب له من حرّة ، وكانت عجوزا عقيما وإسماعيل من أمة فكانت المنّة في هبة إسحاق أظهر.
وقيل : لأن القصد هنا ذكر أنبياء بني إسرائيل ، وهم بأسرهم أولاد إسحاق ، وإسماعيل لم يخرج من صلبه نبيّ إلا محمد صلىاللهعليهوسلم.
٢٩ ـ قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرى لِلْعالَمِينَ) [الأنعام : ٩٠].
قاله هنا بدون تنوين ، وفي يوسف بالتنوين ، لأنه ذكر هنا قبل قوله (فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرى) بلا تنوين ، فناسب ذكره هنا كذلك.
٣٠ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ) [الأنعام : ٩٣] الآية.
إن قلت : كيف قال في وصف القرآن ذلك ، مع أن كثيرا ممن يؤمن بالآخرة ، من اليهود والنّصارى وغيرهم لا يؤمن به؟!
قلت : معناه : والذين يؤمنون بالآخرة إيمانا نافعا مقبولا ، هم الذين يؤمنون به.
٣١ ـ قوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ) [الأنعام : ٩٣] الآية.
إن قلت : كيف أفرده بالذّكر ، مع دخوله في قوله قبل : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً؟)
قلت : إنما أفرده بالذّكر لأنه لمّا اختصّ بمزيد قبح من بين أنواع الافتراء ، خصّ بالذّكر ، تنبيها على مزيد العقاب فيه والإثم.