قبلة الله هي الكعبة ، وفي الثانية : الحكم العربي ، فكان الأنسب ذكر (ما.) ولقلّة النوع في الثانية ، بالنسبة إليه في الثالثة ، زيد قبل (حُكْماً) في الثانية (" مِنَ") الدالة على التّبعيض.
٥٠ ـ قوله تعالى : (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ) إلى : (شَيْئاً.) تكرّر مع نظيره قبل ، مبالغة في النّصح.
٥١ ـ قوله تعالى : (أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ.) قاله هنا بلفظ : (وَالْعاكِفِينَ) وفي" الحج" بلفظ : (الْقائِمِينَ ،) والمراد منها : المقيمون ، وغاير بينهما لفظا ، جريا على عادة العرب من تفنّنهم في الكلام.
٥٢ ـ قوله تعالى : (رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً.)
فإن قلت : لم نكّر البلد هنا وعرّفه في إبراهيم؟.
قلت : لأن الدعوة هنا ، كانت قبل جعل المكان بلدا دائم الأمن في الأول ، وبلدا آمنا في الثاني.
٥٣ ـ قوله تعالى : (وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ.)
ذكره هنا وفي" الجمعة" بترك الأنفس إيجازا ، وذكره في" آل عمران" في قوله : (إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ ؛) لأن الله تعالى منّ على المؤمنين فيها ، فجعله من أنفسهم ليكون موجب الجنة أظهر.
ونظيره : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) لمّا وصفه بقوله : (عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ) الآية ، جعله من أنفسهم ، ليكون موجب الإجابة والإيمان به أظهر.
٥٤ ـ قوله تعالى : (فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.)
إن قلت : إنّ الموت ليس في قدرة الإنسان حتّى ينهى عنه؟
قلت : النهي في الحقيقة ، إنما هو عن عدم إسلامهم حال موتهم ، كقولك : لا تصلّ إلا وأنت خاشع ، إذ النهي فيه إنما هو عن ترك الخشوع حال صلاته ، لا عن الصلاة.
والنكتة في التعبير بذلك ، إظهار أن موتهم لا على الإسلام ، موت لا خير فيه ، وأن الصلاة التي لا خشوع فيها ك" لا صلاة".
٥٥ ـ قوله تعالى : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا.)