قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

تحمیل

فتح الرّحمن شرح ما يلتبس من القرآن

26/360
*

والمعنى : اجمعا بين الاستقرار والأكل.

وفي" الأعراف" : معناه أدخل لكونهما كانا خارجين عنها ، والأكل لا يكون مع الدخول عادة بل عقبه ، فلهذا عطف بالفاء الدالة على التعقيب وقد بسطت الكلام على ذلك في الفتاوى.

١٩ ـ قوله تعالى : (اهْبِطُوا مِنْها.)

كرّر الأمر بالهبوط للتوكيد. أو لأن الهبوط الأول من الجنة ، والثاني من السماء. أو لأن الأول إلى دار الدنيا ، يتعادون فيها ولا يخلّدون ، والثاني إليها للتكليف ، فمن اهتدى نجا ، ومن ضلّ هلك.

٢٠ ـ قوله تعالى : (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ.)

وفي" طه" : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ) [طه : ١٢٣].

إن قلت : لم عبّر هنا ب" تبع" وثمّ ب" اتّبع" مع أنهما بمعنى؟

قلت : جريا على الأصل هنا ، وموافقة لقوله (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ) ثمّ (١).

ولأن القضيّة لما بنيت من أول الأمر على التأكيد بقوله تعالى : (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ) [طه : ١١٥] ناسب اختصاصها بالزيادة المفيدة للتأكيد.

٢١ ـ قوله تعالى : (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَ)

إن قلت : لا تغاير بينهما ، فكيف عطف أحدهما على الآخر؟

قلت : بل هما متغايران لفظا ، كما في قوله تعالى : (أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) [البقرة : ١٥٧] ، أو لفظا ومعنى ، لأن المراد بلبسهم الحقّ بالباطل ، كتابتهم في التوراة ما ليس فيها ، وبكتمانهم الحقّ قولهم : لا نجد في التوراة صفة محمد.

٢٢ ـ قوله تعالى : (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ.)

إن قلت : ما فائدة ذكر الثاني ، مع أنّ ما قبله يغني عنه؟

قلت : لا يغني عنه ، لأنّ المراد بالأول : أنّهم ملاقو ثواب ربهم ، على الصبر والصلاة.

وبالثاني : أنّهم موقنون بالبعث ، وبحصول الثواب على ما ذكر.

٢٣ ـ قوله تعالى : (وَلا يُقْبَلُ مِنْها شَفاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْها عَدْلٌ.)

__________________

(١) ثمّ : أي هناك ، والمراد في" طه : ١٢٣" (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ).