يطلب الجواب عن إلقائهم له في الجب من أن ذلك من المعاصي!؟ ويجاب بما مرّ في الجواب عن قولهم : (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً!!)
٤ ـ قوله تعالى : (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) [يوسف : ١٥].
(وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ) أي وحي إلهام لا وحي رسالة ، لأنه يومئذ لم يكن بالغا ، ووحي الرسالة إنما يكون بعد الأربعين.
٥ ـ قوله تعالى : (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) [يوسف : ٢٢]. قاله هنا بدون (وَاسْتَوى) وقال في القصص به ، لأن يوسف أوحي إليه في الصّغر ، وموسى أوحي إليه بعد أربعين سنة ، فقوله : (وَاسْتَوى) إشارة إلى تلك الزّيادة.
٦ ـ قوله تعالى : (وَاسْتَبَقَا الْبابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ ..) [يوسف : ٢٥] الآية.
وحّد الباب هنا ، وجمعه قبل في قوله : (وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ) لأن إغلاق الباب للاحتياط لا يتمّ إلّا بإغلاق الجميع ، وأمّا هروبه منها فلا يكون إلّا إلى باب واحد ، حتّى لو تعدّدت أمامه لم يقصد منها أوّلا إلّا الأول ، فلهذا وحّد الباب هنا وجمعه ثمّ.
٧ ـ قوله تعالى : (لَعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ) [يوسف : ٤٦].
كرّر" لعلّ" رعاية للفواصل ، إذ لو قال : لعلّي أرجع إلى الناس فيعلموا بحذف النون ، جوابا ل" لعلّ" لفاتت الرعاية.
٨ ـ قوله تعالى : (قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ) [يوسف : ٥٥].
إن قلت : كيف قال ذلك ، مع أن الأنبياء عليهمالسلام أعظم النّاس زهدا في الدّنيا ، ورغبة في الآخرة؟!
قلت : إنما طلب ذلك ليتوصّل به ، إلى إمضاء أحكام الله تعالى ، وإقامة الحقّ ، وبسط العدل ونحوه ، ولعلمه أن أحدا غيره لا يقوم مقامه في ذلك.
٩ ـ قوله تعالى : (وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ ..) [يوسف : ٥٩].