أَنْزَلَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ ..) [التوبة : ٩٧].
فإن قلت : وصف العرب بأنهم جاهلون بذلك ، ينافي صحّة الاحتجاج بألفاظهم وأشعارهم ، على كتاب الله وسنّة نبيه؟!
قلت : لا منافاة ، إذ وصفهم بالجهل إنما هو في أحكام القرآن ، لا في ألفاظه ، ونحن لا نحتجّ بلغتهم في بيان الأحكام ، بل في بيان معاني الألفاظ ، لأن القرآن والسّنّة جاءا بلغتهم.
٢٨ ـ قوله تعالى : (وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ..) [التوبة : ١٠١] الآية.
الخطاب لمحمد صلىاللهعليهوسلم.
فإن قلت : كيف نفى عنه علمه بحال المنافقين هنا ، وأثبته له في قوله : (وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) [محمد : ٣٠]؟
قلت : آية النّفي نزلت قبل آية الإثبات فلا تنافي.
٢٩ ـ قوله تعالى : (وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً) [التوبة : ١٠٢] الآية. أي خلطوا كلا منهما بالآخر.
٣٠ ـ قوله تعالى : (وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [التوبة : ١١٢].
إن قلت : لم عطفه دون ما قبله من الصّفات؟
قلت : لأنه وقع بعد سبع صفات ، وعادة العرب أن تدخل الواو بعد السّبعة.
٣١ ـ قوله تعالى : (وَلا يَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ ..) [التوبة : ١٢٠] الآية.
قال ذلك هنا ، وقال بعد : (إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ) بدون (عَمَلٌ صالِحٌ)!! لأنّ ما هنا مشتمل على ما هو من عملهم وهو قوله : (وَلا يَطَؤُنَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ) إلى آخره ، وعلى ما ليس من عملهم وهو قوله : (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ) إلى آخره ، فتفضّل الله بإجرائه مجرى عملهم في الثواب ، فناسب ذلك زيادة قوله : (بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ) ولهذا عمّ عقبه في قوله : (إِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ.)
وما ذكر في الآية الثانية ، مختصّ بما هو من عملهم وهو قوله : (وَلا يُنْفِقُونَ