رأسها. ولذلك قيل للعارض في حلق الصبيّ عذرة. فقيل : عذر الصّبيّ : أصابه ذلك. قال الشاعر (١) : [من الكامل]
غمز الطبيب نغانغ المعذور
ويقال : اعتذرت المياه : انقطعت. واعتذرت المنازل : درست على التشبيه بالمعتذر الذي يندرس ذنبه بإبراز عذره. والعاذرة : المستحاضة لما بها من النجاسة. والعذوّر : السّيّء الخلق اعتبارا بالعذرة التي هي النجاسة. قيل : وأصل ذلك من العذرة التي هي فناء الدار. ويسمّى ما يلقى فيها باسمها. ومن كلام أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في عتابه لقوم : «ما لكم لا تنظّفون عذراتكم» (٢) وهذا كما كنى عن ذلك بالغائط لأنّ قاضي الحاجة ينتابه ليستتر به ، وسيأتي.
وفي الحديث «استعذر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أبا بكر عن عائشة» (٣) أي عتب عليها وقال لأبيها : كن عذيري منها. واستعذر صلىاللهعليهوسلم من عبد الله بن أبيّ فقال : «من يعذرني من عبد الله؟» (٤) أي من يقوم بعذري إن جازيته بصنيعه؟ وفي المثل : «عذيرك من فلان» أي أحضر من يقبل عذرك ؛ فعيل بمعنى فاعل. ومنه قول عليّ رضي الله عنه وقد نظر إلى الخبيث عبد الرحمن (٥) بن ملجم المراديّ (٦) : [من الوافر]
عذيرك من خليك من مراد
وفي شعر أنشد في الاستسقاء (٧) : [من الطويل]
أتيناك والعذراء يدمى كلامها
__________________
(١) البيت لجرير (الديوان : ١٩٤). وصدره :
غمز ابن مرّة يا فرزدق كينها
(٢) النهاية : ٣ / ١٩٩ ، يعني أفنيتكم.
(٣) النهاية : ٣ / ١٩٧ ، وفيه : من.
(٤) النهاية : ٣ / ١٩٧ ، وهو من حديث الإفك.
(٥) وهم الناسخ فأسماه عبد الله.
(٦) النهاية : ٣ / ١٩٧.
(٧) النهاية : ٣ / ١٩٦ ، واللسان ـ مادة عذر. وفيهما : لبانها.