أن يكون [ببعير](١) أو بإنسان به جذام أو برص ، فتتّقى المؤاكلة معه ، فنفاها الشرع. ولهذا قال في موضع آخر : «فمن أعدى الأول؟» (٢) وفي حديث أبي ذرّ : «في الشجر» (٣) أي ترعى العدوة ، وهي الخلّة (٤). وفي الحديث أيضا : «السلطان ذو عدوان وذو بدوان وذو بدراء» (٥). والعدوان : سرعة الملال والانصراف ، والبدوان : أن يبدو له كلّ يوم رأي جديد. والعدوان : السريع العدو ؛ قال امرؤ القيس (٦) : [من الطويل]
كتيس ظباء الحلّب العدوان
ويقال : عادى الحمار يعادي بمعنى عدا يعدو ؛ وقال امرؤ القيس (٧) : [من الطويل]
فعادى عداء بين ثور ونعجة |
|
وكان عداء الوحش مني على بال |
وفي حديث حذيفة : «أنّه خرج وقد طمّ رأسه فقال : إنّ تحت كلّ شعرة لم يصبها الماء جنابة فمن ثمّ عاديت رأسي» (٨) قيل : استأصله ليصل الماء إلى أصول شعره وعن أبي عبيدة : رفعت شعري عند الغسل. وعاديت الوسادة : ثنيتها ، وعاديت الشيء : باعدته. وفي الحديث : «في المسجد تعاد» (٩) أي أمكنة مختلفة. وعاد رجلك ، أي جافها. وفي
__________________
(١) بياض في الأصل ، والإضافة من سياق شرح ابن الأثير.
(٢) النهاية : ٣ / ١٩٢. يعني : البعير الأول. والمعنى : من أين صار فيه الجرب؟
(٣) في الأصل : أبي ذريعة ، وهو وهم ولعله يقصد ، «تعدو في الشجر». وهو في النهاية : ٣ / ١٩٤.
(٤) وفي الأصل : الحكة ، وهو وهم. والخلة : ضرب من المرعى محبوب إلى الإبل (النهاية : ٣ / ١٩٥).
(٥) النهاية : ٣ / ١٩٣ ، واللسان ـ مادة بدو. وفي الأصل زيادة : «وذو بدراء» لم نجدها في المظان. أي : سريع الانصراف والملال. أما شرح اللسان فقوله : أي لا يزال يبدو له رأي جديد.
(٦) عجز في الديوان (ص ٧٨). وصدره :
مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا
ورواية الديوان : الغذوان ومعناها : المسرع. والحلب : نبات تعتاده الظباء.
(٧) وفي س : وقال هو. من الديوان : ٥٢. على أن العجز المذكور في الأصل هو :
وكان مكان الردف منه على ذال
وهو عجز لبيت آخر قبله مصحف ، وصوابه :
وصم صلاب ما يقين من الوجى |
|
كأنّ مكان الردف منه على رأل |
(٨) النهاية : ٣ / ١٩٤. وليس فيه «لم يصبها» ، وهي في اللسان والهروي «لا يصيبها».
(٩) الحديث لابن الزبير في بناء الكعبة. والكلام ناقص وتمامه : «وكان في المسجد جراثيم وتعاد» أي أمكنة مختلفة وغير مستوية. النهاية : ٣ / ١٩٤.