وأورد الراغب هنا : كأست الزرافة تكؤسر (١) إذا مشت على ثلاث قوائم. وليس مما نحن فيه من شيء ، ولكنه زيادة فائدة.
ك ي ف :
قوله تعالى ؛ (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ)(٢) الآية. كيف : استفهام يسأل به عن الحال ، نحو : كيف زيد؟ أي حاله ، واستدلّ على اسميّتها بدخول حرف الجرّ عليها في قولهم : على كيف تبيع الأحمرين؟ ولها صدر الكلام ، وهي هنا للتعجب بالنسبة إلى الباري تعالى ، كأنه قال : تعجبوا من حال هؤلاء المنافين للكفر. وعند سيبويه : تسمى منصوبة على التشبيه بالظّرف أي في حال يكفرون. وعند الأخفش تسمى منصوبة على التشبيه وقدّرها : على أيّ حال تكفرون. والاستفهام الوارد من الله تعالى لا على حقيقته لأنه عالم بالأمور كلّها خفيّها وجليّها ، وإنما يرد منه تعالى على سبيل التّوبيخ أو الإنكار أو التعجب على ما قرّرناه.
واعلم أنّ «كيف» إمّا أن يقع بعدها فعل مصرّح أو مقدّر أو غير فعل ، فإن وقع بعدها فعل مصرح أو مقدر كانت منصوبة على التشبيه ، إما بالظرف وإما بالحال ـ كما مرّ تقريره ـ نحو : «كيف تكفرون». ومثال الفعل المقدّر قوله تعالى : (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ)(٣) الآية ، (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ)(٤) تقديره : كيف يكون حالهم ، ومثله قول الحطيئة (٥) : [من الطويل]
فكيف ولم أعلمهم خذلوكم |
|
على مفظع ولا أديمكم قدّوا؟ |
أي : كيف تكون موتتي على مدح قوم هذه حالهم؟
__________________
(١) في المفردات (٤٤٤) : الناقة.
(٢) ٢٨ / البقرة : ٢.
(٣) ٤١ / النساء : ٤.
(٤) ٨ / التوبة : ٩.
(٥) مختارات ابن الشجري : ١٣ (القسم الثالث).