ـ أيضا ـ نفس المكنوز تسمية له بالمصدر. وفي الحديث : «ما أدّيت زكاته فليس بكنز» (١) أي لا يعذّب به صاحبه ، عكس من منع الزكاة فإنه يعذّب كما أخبر بذلك في الحديث : «يمثل له كنزه شجاعا أقرع» (٢) الحديث ، والجمع كنوز.
قوله تعالى : (وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما)(٣). قيل : لم يكن ذهبا ولا فضة بل ألواح فيها حكم ومواعظ. قيل : هي «عجبت لمن يوقن بالموت كيف يفرح ، ولمن يوقن بالرزق كيف يحزن ، لا إله إلا الله محمد رسول الله» إلى غير ذلك.
قوله تعالى : (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)(٤) وكنوز هي الأموال التي ادّخروها في الجبال وتحت الأرض.
ك ن س :
قوله تعالى : (الْجَوارِ الْكُنَّسِ)(٥) جمع كانس ، والكانس من الوحش ما دخل كناسه كالظبي وبقر الوحش ، والمراد هنا النجوم ؛ شبّهها في استتارها ببروجها بالوحش الداخل كناسه ، وقد كنست كنوسا ؛ قيل : هي من الكواكب خمس : زحل والمرّيخ (٦) والمشتري وعطارد والزّهرة. وقيل : كلّ كوكب. وقد تقدّم تفسير ذلك في قوله : (بِالْخُنَّسِ)(٧). وقيل : أراد البقر الوحشية والظبي ، ولله أن يقسم بما شاء.
ك ن ن :
قوله : (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبالِ أَكْناناً)(٨) هي جمع كنّ. والكنّ : ما يكنّك أي
__________________
(١) النهاية : ٤ / ٢٠٣.
(٢) النهاية : ٤ / ٤٤ ، وروايته فيه : «يجيء كنز أحدكم يوم القيامة شجاعا أقرع». ويقصد حية كثيرة السم.
(٣) ٨٢ / الكهف : ١٨.
(٤) ٢٥ / الدخان : ٤٤.
(٥) ١٦ / التكوير : ٨١ ، والمعنى : الكواكب السيارة التي تغيب.
(٦) ويسميه ابن منظور : بهرام.
(٧) ١٥ / التكوير : ٨١.
(٨) ٨١ / النحل : ١٦.