والضّبط. واستعجمت الدار : بان عنها أهلها ولم يبق بها من يبين جوابا. ومن ثمّ قيل : خرجت عن بلاد تنطق ، كناية عن عمارتها بقطّانها. وقال النابغة (١) : [من البسيط]
وقفت فيها أصيلالا أسائلها |
|
عيّت جوابا وما بالرّبع من أحد |
والعجم : الجيل المعروف مقابل العرب من أيّ جنس كان ، وغلب في العرف على أبناء فارس. والعجماء : البهيمة لأنها لا تبين عن نفسها. وفي الحديث : «جرح العجماء جبار» (٢) و «صلاة النهار عجماء» (٣) أي لا قراءة يجهر بها فيها. وحروف المعجم هي المعروفة من ألف إلى ياء ؛ روي عن الخليل أنها هي الحروف المقطّعة لأنها أعجميّة ، وفسّر بعضهم ذلك أن الحروف المجرّدة لا تدلّ على ما تدلّ عليه الحروف الموصولة بعضها ببعض. ومنه باب معجم ، أي مبهم. ومنه العجم للنّوى ، وقيل : إمّا لأنه [أدخل](٤) في الفم في حال العضّ عليه ، وإمّا بما أخفي من أجزائه بضغط المضغ. وفلان صلب المعجم ، أي شديد عند المختبر. وقد نصّ بعضهم على أنّ النّوى يقال فيه العجم ، بتحريك الجيم. وبعضهم نصّ على سكونها. وقيل : هو بالسّكون العضّ على العجم بالفتح.
وفي الحديث : «ما كنّا نتعاجم أنّ ملكا ينطق على لسان عمر» (٥) أي نكنّي ونورّي. وكلّ من لم يفصح عن شيء فقد أعجمه. وفي حديث أمّ سلمة : «نهانا أن نعجم النّوى طبخا» (٦) أي ننضجه. قوله : (٧) أي أرسول أعجمي ولسان عربيّ؟ وقيل بالعكس.
__________________
(١) ديوان النابغة : ٢ ، البيت الثاني من معلقته.
(٢) النهاية : ٣ / ١٨٧ ، وفيه : «العجماء جرحها جبار».
(٣) المصدر السابق.
(٤) بياض في الأصل ، والإضافة من المفردات : ٣٢٤.
(٥) النهاية : ٣ / ١٨٧ ، والحديث لابن مسعود.
(٦) النهاية : ٣ / ١٨٧.
(٧) ٤٤ / فصلت : ٤١.