والغفيرة بمعنى الغفران ، وهي أيضا شعر الأذن. ويكون (١) زئبر الثوب. والغفر ـ بالسكون ـ شعر الأذن ونجم معروف. قال بعضهم : فمعنى مغفرة الله هو صونه للعبد أن يمسّه العذاب. وقد يستعمل الغفران في التجاوز ظاهرا دون التجاوز باطنا. ومنه قوله تعالى : (قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ)(٢). قوله تعالى : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ)(٣) أي اطلبوا غفرانه قولا وفعلا. ولم يؤمروا بأن يستغفروه بالمقال دون الأفعال كاستغفار الكذابين.
والغفور : مثال مبالغة ووصف الباري تعالى بكلّ من الغافر والغفور. والغفران مصدر كالكفران أو اسم مصدر كسبحان. قوله : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ)(٤) قال الهرويّ : أخبرنا الأزهريّ عن المنذريّ عن أبي حاتم قال : المعنى : ليغفرنّ الله. فلما حذف النون كسر اللام وأعملها إعمال لام كي (٥). وليس المعنى لكي يغفر لك الله ، ولم يكن الفتح سببا للغفران. وأنكره ثعلب وقال : المعنى ليجمع لك المغفرة وتمام النعمة بالفتح. فلما انضمّ إلى المغفرة شيء حادث واقع حسن فيه معنى كي. وقد تكلّمنا على ذلك مشبعا في غير هذا.
غ ف ل :
قوله تعالى : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)(٦). الغفلة : سهو يعتري الإنسان من قلّة التحفّظ والتيقّظ. قوله : (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا)(٧) أي كنت في الدنيا تاركا للنظر والاعتبار لما غطي على عينيك من حبّ الشهوات ومن شبيهه. وهذا خطاب للإنسان المتقدم. يقال : غفل يغفل غفلة فهو غافل. وأرض غفل : لا نبات بها. ورجل غفل : لم تحنّكه التجارب. وإغفال الكتاب : تركه غير معجم. قوله : (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا
__________________
(١) يعني الغفر.
(٢) ١٤ / الجاثية : ٤٥.
(٣) ٣ / هود : ١١ ، وغيرها.
(٤) ٢ / الفتح : ٤٨.
(٥) كي ، من النسخة م ..
(٦) ٤٢ / إبراهيم : ١٤ ، وفي الأصل خلط بين آيتين.
(٧) ٢٢ / ق : ٥٠.