على فعل (١) إلا عماد وعمد وإهاب وأهب (٢). وقال الهرويّ : يقال : عماد وأعمدة وعمد ، وهي التي ترفع بها البيوت. وقولهم : رفيع العماد ، كناية عن ارتفاع شأنه في قومه ؛ إذ لا يرفع بيت إلا لمن كان مسوّدا في قومه. ويقولون : هو رفيع العماد ، كثير الرماد ، طويل النّجاد كناية عن رفعة بيته وطوله وكرمه. ومنه حديث أمّ زرع : «زوجي رفيع العماد» (٣).
قوله : (إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ)(٤) أي الأساطين. قال المبرد : أي ذات الطول والبناء الرفيع. قوله : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً)(٥) أي قاصدا الفعل والشخص. والعمد في الأصل : قصد الشيء والاستناد إليه. والتعمّد في العرف خلاف السهو. والعمدة : كلّ ما يعتمد عليه. والعميد : ما يعتمده الناس ، وغلب على السيد الذي يعتمد عليه الناس. والعميد أيضا : المقتول حبا. وقيل : هو القلب الذي قتله الجوى والسّقم. وأنشد (٦) : [من الطويل]
ولكنّني من حبّها لعميد
ومنه : عمد أي توجّع من حزن وغضب. وعمد البعير : توجّع من عقر أصابه بظهره. وفي حديث عمر رضي الله عنه : «يأتي [به] أحدهم على عمود بطنه» (٧). وقال أبو عمر : هو ظهر من حيث إنه يمسك البطن ويقوّيه ، فصار بمنزلته. وقيل : هو مثل في المشقّة والتّعب وإن لم يأت به على ظهره. وفي حديث عمر أيضا رضي الله عنه : «إنّ نادبته قالت : واعمراه! أقام الأود وشفى العمد» (٨) هو ورم يكون بظهر البعير ، كنّت بذلك عن حسن سياسته.
__________________
(١) وفي الأصل : فعلى على فعيل ولعل الصواب ما ذكرنا.
(٢) ويضيف اللسان : وأهب.
(٣) النهاية : ٣ / ٢٩٦.
(٤) ٧ / الفجر : ٨٩.
(٥) ٩٣ / النساء : ٤.
(٦) البيت لمجهول ، وذكر الأئمة أنه لا يعرف قائله. ذكره كاملا السيوطي (شرح شواهد المغني : ٢ / ٦٠٥) وذكر ابن عقيل (١ / ١٤١) صدره :
يلومونني في حب ليلى عواذلي
(٧) النهاية : ٣ / ٢٩٦ ، والإضافة منه.
(٨) النهاية : ٣ / ٢٩٧.