في رحمة الله تعالى ، والخروج منها خروج من الذنوب ، معصوم فيما بقي من عمره ، مغفور له ما سلف من ذنوبه » (١).
ولا ينافيه الصحيح : عن دخول البيت ، فقال : « أما الصرورة فيدخله ، وأما من قد حجّ فلا » (٢) لأنه محمول على أن المنفي تأكد الاستحباب الثابت للصرورة ، كما في الصحيح : « لا بدّ للصرورة أن يدخل البيت قبل أن يرجع » (٣) وظاهره وإن كان وجوبه على الصرورة ، كما وقع التصريح بلفظة في غيره (٤) ، لكن وقع التصريح بالاستحباب في جملة من المعتبرة :
منها : « أُحبّ للصرورة أن يدخل الكعبة وأن يطأ المشعر الحرام » (٥).
ومنها : كيف صار الصرورة يستحب له دخول الكعبة دون من قد حجّ؟ قال : « لأن الصرورة قاضٍ فرضَ مدعوّ إلى حج بيت الله تعالى ، فيجب أن يدخل البيت الذي دعي إليه ليكرم فيه » (٦).
ويستحب أن يكون الدخول بلا حذاء وبعد الغسل كما مرّ في بحثه ، والدعاء إذا دخل بالمأثور على سكينة ووقار ، وأن لا يبزق ولا يمتخط فيها.
( ومع عوده ) إلى مكة ودخوله في الكعبة ( استحب ) له ( الصلاة في زوايا الكعبة ) الأربع في كل زاوية ركعتين ، يبدأ في بالزاوية التي فيها
__________________
(١) الكافي ٤ : ٥٢٧ / ٢ ، الوسائل ١٤ : ٢٨٥ أبواب العود إلى منى ب ١٦ ح ١.
(٢) التهذيب ٥ : ٢٧٧ / ٩٤٨ ، الوسائل ١٣ : ٢٧٣ أبواب مقدمات الطواف ب ٣٥ ح ٣.
(٣) الكافي ٤ : ٥٢٩ / ٦ ، التهذيب ٥ : ٢٧٧ / ٩٤٧ ، الوسائل ١٣ : ٢٧٨ أبواب مقدمات الطواف ب ٣٦ ح ٦.
(٤) قرب الإسناد : ٢٣٤ / ٩١٦ ، الوسائل ١٣ : ٢٧٤ أبواب مقدمات الطواف ب ٣٥ ح ٥.
(٥) المقنعة : ٤٤٥ ، الوسائل ١٣ : ٢٧٤ أبواب مقدمات الطواف ب ٣٥ ح ٦.
(٦) الفقيه ٢ : ١٥٤ / ٦٦٨ ، الوسائل ١٣ : ٢٧٣ أبواب مقدمات الطواف ب ٣٥ ح ٤.