والإمام ، وذكر فضل الإمام ورتبته حديث طويل. يقول فيه الرّضا ـ عليه السّلام ـ : إنّ الأنبياء والأئمّة يوفّقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم. فيكون علمهم فوق كلّ علم أهل زمانهم في قوله ـ عزّ وجلّ ـ : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِ) (الآية).
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي تفسير عليّ بن إبراهيم (١) : وفي رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ في قوله : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِ) (الآية) : فأمّا من يهدي إلى الحقّ ، فهم محمّد وآل محمّد من بعده. وأمّا من لا يهدي إلّا أن يهدى ، فهو من خالف من قريش وغيرهم أهل بيته من بعده.
وفي الكافي (٢) : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن عمرو بن عثمان (٣) ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : لقد قضى أمير المؤمنين ـ عليه السّلام ـ بقضيّة ما قضى بها أحد كان قبله. وكانت أوّل قضيّة قضى بها بعد رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ. وذلك أنّه لمّا قبض رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وأفضى الأمر إلى أبي بكر ، أتي برجل قد شرب الخمر.
فقال له أبو بكر : أشربت الخمر؟
فقال الرّجل : نعم.
فقال : ولم شربتها وهي محرّمة؟
فقال : إنّي أسلمت ومنزلي بين ظهراني قوم يشربون الخمر ويستحلّونها ولو أعلم أنّها حرام ، اجتنبتها.
قال : فالتفت أبو بكر إلى عمر فقال : ما تقول ، يا أبا حفص ، في أمر هذا الرّجل؟
فقال : معظلة ، وأبو الحسن لها.
فقال أبو بكر : يا غلام ، ادع لنا عليّا.
فقال عمر : بل يؤتي الحكم في منزله.
فأتوه ومعهم سلمان الفارسيّ ـ رضي الله عنه ـ. فأخبروه بقضيّة الرّجل ، فاقتصّ
__________________
(١) تفسير القمّي ١ / ٣١٢.
(٢) الكافي ٧ / ٢٤٩ ، ح ٤.
(٣) كذا في المصدر وجامع الرواة ١ / ٦٢٦ ، وفي النسخ : عمر بن عثمان.