أشهد على أبي أنّه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يغتبط (١) ويرى ما تقرّ به عينه إلّا أن تبلغ نفسه هذه. وأهوى إلى حلقه ، قال الله في كتابه : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً) فنحن ذرّيّة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ، [عن المفضل بن صالح (٢) ، عن جعفر بن محمد ـ عليهما السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ] (٣).
خلق الله الخلق قسمين فألقى قسما وأمسك قسما ، ثمّ قسّم ذلك القسم على ثلاثة أثلاث فألقى ثلثين وأمسك ثلثا ، ثمّ اختار من ذلك الثّلث قريشا ، ثمّ اختار من قريش بني عبد المطّلب ، ثمّ اختار من بني عبد المطّلب رسول رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ فنحن ذرّيّته. فإن قالت النّاس : ليس (٤) لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ ذرّيّة ، جحدوا ، ولقد قال الله : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً) فنحن ذرّيّته.
قال : فقلت : أنا أشهد أنّكم ذرّيّته.
ثمّ قلت له : ادع الله لي ، جعلت فداك ، أن يجعلني معك في الدّنيا والآخرة.
فدعا لي بذلك. قال : فقبّلت باطن يده.
وفي رواية شعيب (٥) ، عنه ـ عليه السّلام ـ أنّه قال : نحن ذرّيّة رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ. ما أدري على ما يعادوننا إلّا لقرابتنا من رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ.
وفي محاسن البرقي (٦) : عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ أنّه قال في آخر كلام له : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً) فجعل لرسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ من الأزواج والذّريّة مثل ما جعل للرّسل من قبله ، فنحن عقب رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ وذرّيّته ، أجرى الله لآخرنا مثل ما أجرى لأوّلنا.
وفي شرح الآيات الباهرة (٧) : وروى الشّيخ أبو جعفر ، محمّد الطّوسيّ ـ رضي الله عنه ـ ، عن محمّد بن محمّد قال : أخبرني أبو الحسن [أحمد بن محمد بن الحسن] (٨) بن الوليد ـ رضي الله عنه ـ قال : حدّثني أبي قال : حدّثني محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمد بن محمّد
__________________
(١) المصدر : يغبط.
(٢) تفسير العياشي ٢ / ٢١٤ ، ح ٥٤.
(٣) من المصدر.
(٤) ليس من المصدر.
(٥) تفسير العياشي ٢ / ٢١٤ ، ح ٥٥.
(٦) المحاسن / ١٤١ ، ح ٣٢.
(٧) تأويل الآيات ١ / ٢٣٨ ، ح ١٨.
(٨) من المصدر.