بالتّخفيف بعد الإتباع. و «المثلات» على أنّها جمع ، مثلة ، كركبة وركبات.
وفي نهج البلاغة (١) : واحذروا ما نزل بالأمم قبلكم من المثلات بسوء الأفعال وذميم الأعمال ، فتذكّروا في الخير والشّرّ أحوالهم ، واحذروا أن تكونوا أمثالهم.
وفيه (٢) : قال ـ عليه السّلام ـ : فاعتبروا بما أصاب الأمم المستكبرين من قبلكم من بأس [الله] (٣) وصولاته ووقائعه ومثلاته ، واتّعضوا بمثاوي (٤) خدودهم ومصارع جنوبهم.
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ) : مع ظلمهم أنفسهم.
ومحلّه النّصب على الحال ، والعامل فيه «المغفرة». والتّقييد به دليل على جواز العفو قبل التّوبة ، فإنّ التّائب ليس على ظلمه (٥). ومن منع ذلك خصّ الظّلم بالصّغائر المكفّرة لمجتنب الكبائر ، أو أوّل «المغفرة» بالسّتر والإمهال.
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ) (٦) : للكفّار ، أو لمن شاء.
وفي مجمع البيان (٦) : وروي عن سعيد بن المسيّب قال : لمّا نزلت هذه الآية قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : لو لا عفو الله وتجاوزه ما هنأ أحد بعيش ، ولو لا وعيد الله وعقابه لا تكل كلّ واحد.
وفي كتاب التّوحيد (٧) : حدّثنا أبو عليّ ، الحسين بن أحمد البيهقيّ بنيشابور سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة قال : أخبرنا محمّد بن يحيى الصّوليّ قال : حدّثنا أبي ذكوان (٨) قال : سمعت إبراهيم بن العباس (٩) يقول : كنّا في مجلس الرّضا ـ عليه السّلام ـ فتذاكروا الكبائر وقول المعتزلة فيها : «إنّها لا تغفر».
فقال الرّضا ـ عليه السّلام ـ : قال أبو عبد الله ـ عليه السّلام ـ : قد نزل القرآن بخلاف قول المعتزلة ، قال الله ـ جلّ جلاله ـ : (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ).
__________________
(١) النهج / ٢٩٦ خطبة ١٩٢.
(٢) نفس المصدر / ٢٩٠ خطبة ١٩٢.
(٣) من المصدر.
(٤) كذا في المصدر. وفي النسخ : بمساوئ. والمثاوي ـ جمع المثوى ـ : المنزل.
(٥) أي : فإنّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
(٦) المجمع ٣ / ٢٧٨.
(٧) التوحيد / ٤٠٦ ، ح ٤.
(٨) كذا في المصدر. وفي النسخ : أبو ذكران.
(٩) كذا في المصدر. وفي النسخ : إبراهيم العياشي.