وفي أصول الكافي (١) : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن مروك (٢) بن عبيد ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : إنّ يوسف لمّا قدم عليه الشّيخ يعقوب ـ عليه السّلام ـ دخله عزّ الملك ، فلم ينزل إليه ، فهبط جبرئيل ـ عليه السّلام ـ فقال : يا يوسف ، ابسط راحتك. فخرج منها نور ساطع ، فصار في جوّ السّماء.
فقال يوسف ـ عليه السّلام ـ : يا جبرئيل ، ما هذا النّور الّذي خرج من راحتي؟
فقال : نزعت النّبوّة من عقبك عقوبة لمّا لم تنزل إلى الشّيخ يعقوب ، فلا يكون من عقبك نبيّ.
وفي كتاب علل الشّرائع (٣) ، بإسناده إلى يعقوب بن يزيد : عن غير واحد رفعوه إلى أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : لمّا تلقّى يوسف يعقوب ترجّل له يعقوب ولم يترجّل له يوسف ، فلم ينفصلا من العناق حتّى أتاه جبرئيل فقال له : يا يوسف ، ترجّل لك الصّدّيق ولم تترجّل له ابسط يدك. فبسطها ، فخرج نور من راحته.
فقال له يوسف : ما هذا؟
قال : [هذا آية] (٤) لا يخرج من عقبك نبيّ عقوبة.
وبإسناده إلى هشام بن سالم (٥) : عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : لمّا أقبل يعقوب إلى مصر خرج يوسف ـ عليه السّلام ـ ليستقبله. فلمّا رآه يوسف همّ بأن يترجّل ليعقوب ، ثمّ نظر إلى ما هو فيه من الملك ، فلم يفعل. فلمّا سلّم على يعقوب نزل عليه جبرئيل ـ عليه السّلام ـ فقال له : يا يوسف ، إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ يقول لك : ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصّالح إلّا ما أنت فيه ، ابسط يدك. فبسطها فخرج من بين أصابعه نور.
فقال له : ما هذا ، يا جبرئيل؟
فقال : هذا آية (٦) لا يخرج من صلبك نبيّ أبدا ، عقوبة لك بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه.
__________________
(١) الكافي ٢ / ٣١١ ، ح ١٥.
(٢) كذا في المصدر. وجامع الرواة ٢ / ٢٢٦. وفي النسخ : مروان.
(٣) العلل ١ / ٥٥ ، ح ١.
(٤) من المصدر.
(٥) العلل / ٥٥ ، ح ٢.
(٦) كذا في المصدر. وفي النسخ : «إنّه» بدل «هذا آية».