قالوا : وما هي؟
قال : تصبرون ها هنا إلى اختلاط الظّلام.
قال : فجلسوا.
قال : فبعث ابنته ، فقال : جيئي لهم بخبز ، جيئي لهم بماء في القرعة (١) ، وجيئي لهم عباء يتغطّون بها من البرد.
فلمّا أن ذهبت الابنة ، أقبل المطر والوادي.
فقال لوط : السّاعة يذهب بالصّبيان الوادي ، قالوا (٢) قوموا حتّى نمضي.
وجعل لوط يمشي في أصل الحائط ، وجعل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل يمشون وسط الطّريق.
فقال : يا بنيّ ، امشوا ها هنا.
فقالوا : أمرنا سيّدنا أن نمرّ في وسطها.
وكان لوط يستغنم الظّلام. ومرّ إبليس ، فأخذ من حجر امرأة صبيّا ، فطرحه في البئر ، فتصايح أهل المدينة كلّهم على باب لوط.
فلمّا أن نظروا إلى الغلمان في منزل لوط ، قالوا : يا لوط ، قد دخلت في عملنا؟
فقال : هؤلاء ضيفي ، فلا تفضحون في ضيفي.
قالوا هم ثلاثة ، خذ واحدا وأعطنا اثنين.
قال : فأدخلهم الحجرة ، وقال لوط (٣) : لو أنّ لي أهل بيت يمنعوني منكم.
[قال :] (٤) وتدافعوا على الباب وكسروا باب لوط ، وطرحوا لوطا.
فقال له جبرئيل : (إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ). فأخذ كفّا من بطحاء (٥) ، فضرب بها وجوههم وقال : شاهت الوجوه. فعمي أهل المدينة كلّهم.
وقال لهم لوط : يا رسل ربّي ، فما أمركم ربّي فيهم؟
قالوا : أمرنا أن نأخذهم بالسّحر.
قال : فلي إليكم حاجة.
__________________
(١) القرعة ـ واحدة القرع ـ : وهو حمل اليقطين يجعل وعاء.
(٢) ليس في المصدر.
(٣) ليس في المصدر.
(٤) من المصدر.
(٥) البطحاء : مسيل واسع فيه دقاق الحصى.