قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

النكت في تفسير كتاب سيبويه

النكت في تفسير كتاب سيبويه

النكت في تفسير كتاب سيبويه

تحمیل

النكت في تفسير كتاب سيبويه

615/712
*

وهو يستعمل للشيء الممكن تناوله ، ويشار بتناوله فيقال : نولك أن تفعل ، بمعنى : ينبغي لك أن تفعل.

وذكر" إذا" التي للموافقة والمفاجأة ، واختلفوا فيها.

فكان المبرد يقول : إنّها ظرف من مكان ، فإذا قلت : خرجت فإذا زيد ، فكأنك قلت : " خرجت بحضرتي زيد" كما تقول : " أمامي زيد".

وكان الزجاج يقول : إن إذا على كل حال للزمان ، وإن قولهم : " خرجت فإذا زيد" ، كأنه قال : " خرجت فالزمان حضور زيد" ، أو" فالزمان مفاجأة زيد" ، فإذا انفرد زيد بعدها ، قدرت زيدا تقدير الحضور والمفاجأة ؛ لأن ظروف الزمان تكون أخبارا للمصادر.

وأجاز سيبويه : " بينما زيد قائم إذا جاء عمرو".

فمن الناس من يقول : إن" إذ" زائدة ، ومن الناس من يقول : إنّها خبر لبينما كأنا قلنا : وقت زيد قائم وقت جاء عمرو أي : وقت قيام زيد مجيء عمرو.

ويجوز أن يكون بينما و" إذ" ظرفين لما بعد بينما.

وكان الأصمعي لا يجيز دخولها على بينما ، ودخولها في أشعارهم معلوم.

قال الشاعر :

* استقدر الله خيرا وارضينّ به

فبينما العسر إذ دارت مياسير

ونحو هذا كثير.

وذكر" كيف" وبين أن معناها" على أي حال".

وللقائل أن يقول : إذا كان معنى كيف : " على أي حال" فلم لا تقول : " على كيف زيد؟ " كما تقول : " على أي حال زيد؟ ".

فالجواب : أن" كيف" هو اسم" زيد" كأنا قلنا : أصحيح زيد أم مريض؟ أعاقل زيد أم أحمق؟.

وإنما جاء سيبويه بذلك على المعنى ؛ لأن الإنسان إذا كان صحيحا فهو على صحة وبيّن أن من العرب من يحذف نون" لدن" حتى تصير على حرفين.

وأنشد للراجز :

* يستوعب البوعين من جريره

من لد لحييه إلى منحوره (١)

البوع : مصدر باع يبوع ، وهو بسط الباع ، والجرير : الحبل ، أراد به زمام البعير ، أو

__________________

(١) الكتاب وشرح الأعلم ٢ / ٣١١ ، شرح السيرافي ٦ / ٤٧٤ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٣٨٠ ، شرح عيون الكتاب ٢٧٥ ، شرح المفصل ٢ / ١٢٧.