وجارها نكرة ، لأن أيا أضيفت إلى واحد لم يكن إلا نكرة ، لأنه في معنى الجنس ، فجارها ، وإن كان مضافا إلى ضمير هيجاء ، فهو نكرة في المعنى ، ولا يجوز أن يكون رفعا لأنه إذا رفع فهو على أحد وجهين :
إما أن يكون عطفا على أنت أو عطفا على أي فإن كان عطفا على أنت صار غير أنت وصار شريك أنت في المدح ، وكأنه قال : أي فتى هيجاء أنت جار هند؟ وما أشبهها وإن قدر أنت وجار الهيجاء ، فليس برجل يعرف وليس قصد الشاعر إلى هذا ، وإن كان عطف : وجارها على أي : كان الكلام بإعادة حرف الاستفهام ، كما تقول : أي رجل عندكم؟ وأي زيد عندك؟ ومتى قال : وجارها ، لم يكن فيه معنى ، أي : جارها الذي هو التعجب.
وأنشد للأعشى :
* وكم دون بيتك من صفصف |
|
ودكداك رمل وأعقادها |
ووضع سقاء وأحقابه |
|
وحل حلوس وأغمادها (١) |
في هذا حجة لقوله : ربّ رجل وأخيه لأن قولك : (من صفصف) لا يليه إلا نكرة معطوف على (صفصف) كعطف أخيه على رجل ، وكذلك وأغمادها معطوف على ما قبلها ، ولا تكون إلا نكرة ، وقد بين سيبويه العلة في ذلك.
والصفصف : المستوي من الأرض الذي لا نبات به. والدكداك : ما علا من الرمل والأعقاد ما تعقد منه ويروى : وأحقابه كأنه جمع حقيبة على حذف الزيادة ، والحلس : مسح من شعر أو صوف يعلق على البعير.
هذا باب ما ينتصب فيه الاسم لأنه لا سبيل له إلى أن يكون صفة
وذلك قولك : هذا رجل معه رجلين قائمين.
أجاز سيبويه نصب هذا على الحال ، ولم يجزه على النعت لأن الحال قد تكون من اسمين مختلفي الإعراب ، وكذلك : ضرب زيد عمرا قائمين ، إذا كان الضرب واقعا من زيد لعمر وهما في حال قيام.
وقال عنترة :
* متى ما تلقني فردين ترجف |
|
إليه روانق إليتك وتستطار |
(ففردين) حال من اسم الفاعل والمفعول في تلقني ، والهاء في (معه) ورجل تأويلهما
__________________
(١) ديوان الأعشى ٥٤ ، الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٢٤٥ ، شرح النحاس ١٧٧ ، شرح السيرافي ٣ / ٣٦١ ، شرح ابن السيرافي ١ / ٤٧٤.