وذكر أنّه سمع العرب تقول : قرن ألوى وقرن ليّ ثم قال : " ومثل ذلك قولهم : ريّا ورية".
معنى ألوى معوج ، ووزنه أفعل ويجمع على فعل فيقال لوي مثل : أحمر وحمر ، فتقلب الواو ياء وتدغم ، ثم تكسر اللام لتسلم الياء كما فعل ذلك ببيض.
وقد يجوز ضم اللام لما ذكره سيبويه وبيّناه في شيّ.
وأما ريّا وريّة فأصلها : رؤيا ورؤية ، خففت الهمزة وهي ساكنة وقبلها ضمة فجعلت واوا فقلبت في رؤية روية كقولك : في جونة ، وفي رؤيا رويا ، فمن العرب من لا يقلب الواو هنا ياء وإن كانت بعدها ياء فتقول : روي وروية ؛ لأن هذه الواو في نية الهمزة وليست بواو أصلية.
ومنهم من يقلب الواو ياء ، ولا يفرق بين الواو المنقلبة من الهمزة وغيرها ، فيقول ريا ورية فمنهم من يكسر على ما ذكرنا من شيّ ، وقرن ليّ ومنهم من يضم.
وقوله في آخر الباب : " وكذلك فعلوا بقولهم : بالة كأنها بالية بمنزلة العافية" إلى قوله : " وإنما تحذف في الموضع الذي تحذف منه الحركة"
اعلم أن بالة اسم للفعل من باليته بمنزلة العافية من" عافاه الله".
والمحذوف منها : الياء التي في موضع اللام من الفعل ، فإذا رددناها إلى موضعها صارت" بالية" كقولك : عافية ، وإنما حذفوا هذه الهاء كما حذفوا لام الفعل من سنة وثبة وما أشبه ذلك.
وقوله : " ولم يحذفوا لا أبالي لأن الحرف يقوى هاهنا ولا يلزمه حذف".
يعني أن قولك : لا أبالي هو في موضع رفع ، وليس بموضع جزم يقع فيه حذف كما أنّهم إذا قالوا لم يكن الرجل فتحركت النون بطل حذفها ، وإنما حذفهم الألف من لم أبل بسبب ما ذكره ، ولأن المجزوم في موضع حذف فاعلمه.
هذا باب ما قيس من المعتل من بنات الياء
ولم يجيء في الكلام نظيره إلّا من غير المعتل
قوله بعد شيء قدمه : " فألزمه التغيير كما ألزم مثل محنية البدل إذا غيّرت في ثيرة والسّياط".
فألزم غزوو التغيير إذ كان أثقل من عتوو ومعدو ، وقد غيروا عتوا ومعّدوا فقالوا : عتيّ ومعديّ كما ألزموا محنية التغيير ، والأصل : محنوة : إذا كان محنوة أثقل من ثيرة وسياط فقلبت الواو ياء كأن محنية أولى بذلك.
قال : " وتقول في فعلان من قويت وحييت قوان وحيّان إلى قوله : " ومن قال حيي عن بينة قال : قووان".