بسم الله الرّحمن الرّحيم
ترجمة المؤلف
هو يوسف بن سليمان بن عيسى أبو الحجاج الأعلم الشنتمري ، وإنما قيل له الأعلم لأنه كان مشقوق الشفة العليا شقّا فاحشا.
وكان الأعلم يعرف بهذا اللقب أكثر من معرفته بالاسم ، ولعل هذا ما كان وراء الخلط الذي كان يقع بينه وبين الأعلم البطليوسي.
وكان الأعلم ينسب إلى شنتمرية وهي حصن من حصون الأندلس توجد الآن بدولة البرتغال.
ولادته ونشأته :
ولد الأعلم في مدينة شنتمرية سنة ٤١٠ ه على ما أجمعت عليه مصادر ترجمته ، عدا ابن خلكان الذي ذكر أن ولادته كانت سنة ٤١٦ ه ، كما أثبت على غلاف كتاب «أشعار الشعراء الستة الجاهليين للأعلم» أن ولادته كانت سنة ٤١٥ ه.
أما عن نشأته العلمية فلم تذكر لنا المصادر عنها شيئا ، فقد أتم مرحلة التحصيل في قرطبة ، حتى أصبح أحد المدرسين بها ، ثم انتقل إلى إشبيلية ودرس بها أيضا ، ومعظم مؤلفاته ألفها بعد هذه الفترة. ولم ينقطع عن التدريس حتى آخر عمره حيث كف بصره.
شيوخه :
تتلمذ الأعلم على فطاحل اللغة والأدب في عصره. وتذكر المصادر من شيوخ الأعلم:
١ ـ ابن الإفليلي : أبو القاسم إبراهيم بن محمد بن زكريا توفي ٤٤١ ه كان من أدباء قرطبة وأعلام اللغويين بها.
٢ ـ ابن الحراني : أبو سهل يونس بن أحمد بن يونس بن عيسون ، كان بصيرا بلسان العرب ، حافظا للغة قيما بالأشعار الجاهلية ، وكان من أبرز تلاميذه أبو مروان ابن سراج وأبو الحجاج الأعلم.
٣ ـ ابن أفلج : الأديب أبو بكر مسلم بن أحمد بن أفلج النحوي القرطبي ٤٥٦ ه كان رجلا جيد الدين حسن الخلق عالما بالعربية ورواية الأشعار ، أخذ عنه الأعلم وتتلمذ عليه.
٤ ـ ابن سراج : أبو مروان عبد الله بن سراج توفي ٤٨٩ ه.
هؤلاء هم شيوخ الأعلم المباشرون ، وعنهم أخذ معظم مادته العلمية ، وهم شيوخ جمعتهم قرطبة ، فكلهم منها ، وكلهم من الجيل الذي جاء بعد القالي ، وهم رواد الحركة العلمية في عصر الطوائف.