* لقد كان لي عن ضرتين عدمتني |
|
وعما ألاقي منهما متزحزح (١) |
وسائر الباب مفهوم إن شاء الله.
هذا باب علامة إضمار المنصوب
المتكلم والمجرور المتكلم
اعلم أن ضمير المتكلم المنصوب الياء والنون مجتلبة لعلة وهي أنهم حرسوا أواخر الأفعال من دخول كسرة عليها لازمة لتباعد الأفعال من الجر. فلما كرهوا كسر الفعل أدخلوا قبل الياء نونا تقع عليها الكسرة التي تحدثها الياء ، وذلك قولك : ضربني ويضربني ، وأدخلوا النون أيضا في ما لا يتحرك آخره من الفعل المعتل نحو : أعطى يعطي إتباعا للصحيح ، ليكون حكم الفعل واحدا.
وبين سيبويه أن حكم الضمير مع إن وأخواتها كحكمه مع الفعل وبين العلة في حذف النون من قولهم : " إني" و" لعلي" ، وذكر أن الشاعر إذا اضطر أجرى" ليت" في حذف النون مجرى" إن" وأنشد لزيد الخيل :
* كمنية جابر إذ قال : ليتي |
|
أصادفه وأفقد بعض مالي (٢) |
فحذف النون من" ليتني" لأنها زائدة ، وهذا في" ليت" أحسن منه في ضرب لأنه يجريها مجرى أخواتها نحو" إني" و" لعلي".
واحتج سيبويه بقطني و" لدني" و" مني" و" عني" أنهم : لم يحركوا الطاء والنونات كراهية أن تشبه الأسماء المتحركة المتمكنة نحو : يد وهن.
وذكر أن الشاعر إذا اضطر حذف النون منها وأنشد :
* قدني من نصر الخبيبين قدي (٣)
فحذف النون من" قدي" الآخرة تشبيها بيد وهن إذا قلت : يدي وهني ومعنى" قدني" و" قطني" : حسبي.
وأراد بالخبيبين : عبد الله بن الزبير ، وكان يكنيّ : أبا خبيب وأخاه مصعب بن الزبير ،
__________________
(١) شرح السيرافي ١٩٩ ، شرح المفصل (٧ / ٨٨ ، ٨٩) ، أمالي ابن الشجري ١ / ٣٩.
(٢) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٨٦ ، نوادر أبي زيد ٦٨ ، المقتضب ١ / ٢٥٠ ، مجالس ثعلب ١ / ١٠٦ ، شرح النحاس ٢٥٩ ، شرح السيرافي ٤ / ٢٠١ ، شرح ابن السيرافي ٢ / ٩٦ ، فرحة الأديب ١٠٥ ، ما يجوز للشاعر في الضرورة ١٨٤.
(٣) الكتاب وشرح الأعلم ١ / ٣٨٧ ، نوادر أبي زيد ٢٠٥ ، الكامل ١ / ١٤٤ ، ٣ / ٣٠٥) ، شرح النحاس ٢٥٩ ، شرح السيرافي ٤ / ٢٠٢ ، المقتصد ١ / ٢٠٢ ، الإنصاف ١ / ١٣١ ، شرح المفصل ٣ / ١٢٤ ، الجنى الداني ٢٥٣.