مطين ، ومعنى خز كمعنى : ليّن. أو يكون التقدير مثل خز ومثل طين ، وكذلك سائر الباب.
هذا باب ما جرى من الأسماء التي تكون صفة
مجرى الأسماء التي لا تكون صفة
وذلك : أفعل منك ومثلك وأخواتها
اعلم أن ما يقع بعد الاسم من الأسماء المفردة أو المضافة أو الموصولة على ضربين أحدهما : يكون صفة للأول ، والآخر : لا يكون صفة له.
* فأما الذي يكون صفة : فما كان تحلية أو جرى مجرى التحلية ، كقولك : رجل كاتب وضاحك وخير منك وحسبك من رجل.
* فأما ما لا يكون صفة ، ويكون بدلا : فنحو : بستان ودار وحصير فإذا اتصل بشيء ، مما لا يكون صفة اسم يكون مع ما بعده ، جملة كقولك : مررت برجل ثوبه فاخر ، وبستانه حسن جاز ، وكانت الجملة نعتا للأول.
وأما الصفة إذا اتصل بها اسم فعلى ضربين : أحدهما : يختار فيه الرفع كقولك : مررت برجل سواء عليه الخير والشر ، ومررت برجل حسبك به من رجل ، وهذه الصفات إذا انفردت ، جرت على الأول نعتا. والضرب الآخر من الصفة : أن يجري ما قبله في إعرابه ويرتفع به ما بعده ، كارتفاع الفاعل بفعله ، كقولك : مررت برجل شديد عليه الحر والبرد ، ومررت برجل مستو عليه الخير والشر ، فتجرد هذا الضرب وتنعت به الأول لأنه جار على الفعل وعلى هذا يجري سائر الباب.
هذا باب ما يكون من الأسماء صفة مفردا
وليس بفاعل ولا صفة تشبه الفاعل كالحسن وأشباهه
وذلك قولك : مررت بحية ذراع طولها ، ومررت بثوب سبع طوله ومررت برجل مائة إبله.
اعلم أن ما كان من المقادير إذا انفرد ، كان نعتا لما قبله مما يتضمن لفظه من الطول والقصر والقلة والكثرة ، فناب ذلك عن طويل وقصير وقليل وكثير.
فإن قال قائل : فهلا وصفتم بقفيز ونحوه وأجريتموه مجرى القليل والكثير كما فعلتم ذلك بذراع ونحوه ، فقلتم : مررت بحنطة قفيز على الصفة بتأويل قليل؟
قيل له : هذا واجب في جميع الأعداد من أي صنف كانت ، وإنما منع سيبويه من الصفة بقفيز في قوله : مررت ببر قفيز بدرهم على الصفة ، لأنك لم ترد أن تجعل البر كله قفيزا واحدا كما يريد ، في قولك : مررت ببر قفيز وحبل ذراع ، وإنما تجوز الصفة بالمقادير إذا كانت مستوعبة للأول.