بفتح السين وهما لغتان.
ومعنى الآية : أن الذين جمعوا المال يشبه حالهم حال من يحسب أن المال يقيهم الموت ويجعلهم خالدين لأن الخلود في الدنيا أقصى متمناهم إذ لا يؤمنون بحياة أخرى خالدة.
و (كَلَّا) إبطال لأن يكون المال مخلّدا لهم. وزجر عن التلبس بالحالة الشنيعة التي جعلتهم في حال من يحسب أن المال يخلد صاحبه ، أو إبطال للحرص في جمع المال جمعا يمنع به حقوق الله في المال من نفقات وزكاة.
(لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧)) استئناف بياني ناشئ عن ما تضمنته جملة : (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) من التهكم والإنكار ، وما أفاده حرف الزجر من معنى التوعد.
والمعنى : ليهلكنّ فلينبذنّ في الحطمة.
واللام جواب قسم محذوف. والضمير عائد إلى الهمزة.
والنبذ : الإلقاء والطرح ، وأكثر استعماله في إلقاء ما يكره. قال صاحب «الكشاف» في قوله تعالى : (فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِ) [القصص : ٤٠] شبههم استحقارا لهم بحصيات أخذهن آخذ بكفه فطرحهن ا ه.
والحطمة : صفة بوزن فعلة ، مثل ما تقدم في الهمزة ، أي لينبذن في شيء يحطمه ، أي يكسره ويدقه.
والظاهر أن اللام لتعريف العهد لأنه اعتبر الوصف علما بالغلبة على شيء يحطم وأريد بذلك جهنم ، وأن إطلاق هذا الوصف على جهنم من مصطلحات القرآن. وليس في كلام العرب إطلاق هذا الوصف على النار.
فجملة : (وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ) في موضع الحال من قوله : (الْحُطَمَةِ) والرابط إعادة لفظ الحطمة ، وذلك إظهار في مقام الإضمار للتهويل كقوله : (الْحَاقَّةُ* مَا الْحَاقَّةُ* وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ) [الحاقة : ١ ـ ٣] وما فيها من الاستفهام ، وفعل الدراية يفيد تهويل الحطمة ، وقد تقدم (ما أَدْراكَ) غير مرة منها عند قوله : (وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ) في