باختلافهما (١) خبرا وإنشاء لفظا ومعنى مع قطع النّظر عن كون الجملتين ممّا ليس له محلّ من الإعراب ، وإلّا فالجملتان في محلّ النّصب (٢) على أنّه مفعول ، قال : [أو] لاختلافهما خبرا وإنشاء [معنى فقطّ] بأنّ تكون إحداهما (٣) خبرا معنى والأخرى إنشاء معنى ، وإن (٤) كانتا خبريّتين أو إنشائيّتين لفظا [نحو مات فلان (٥) رحمهالله]
________________________________________
(١) الباء للسّببيّة.
(٢) أي كلّ واحدة منهما في محلّ نصب ، وهذا مبنيّ على أنّ جزء المقول له محلّ إذا كان مقيّدا ، ومبنيّ أيضا على الاستشهاد بهما على اعتبار حال وقوعهما من الحاكي للكلام ، وهو الشّاعر ، وأمّا لو كان الاستشهاد بهما باعتبار حال وقوعهما من الرّائد ، فالجملتان لا محلّ لهما قطعا ، واختلف في المحكيّ بالقول : هل هو في محلّ المفعول المطلق ، أو المفعول به ، والأوّل لابن الحاجب ، والثّاني لغيره ، وقوله : «وإلّا فالجملتان» أي وإن لم نقطع النّظر عن كون الجملتين ليس لهما محلّ من الإعراب ، بل نظرنا لذلك ، فلا يصحّ التّمثيل ، لأنّ كلّا من الجملتين في محلّ النّصب مفعول «قال».
(٣) أي الجملة الأولى أو الثّانية خبرا معنى والأخرى إنشاء معنى ، فهاتان صورتان تضربان في الصّورتين المفهومتين من قوله : «وإن كانتا خبريّتين أو إنشائيّتين» فالصّور أربع.
(٤) الواو للحال ، وإن وصليّة ودخل تحت هذا أربع صور : الأولى خبريّة معنى ، والثّاني إنشائيّة معنى ، وهما خبريّتان لفظا أو إنشائيّتان لفظا ، أو الأولى إنشائيّة معنى والثّانية خبريّة معنى ، وهما خبريّتان لفظا ، أو إنشائيّتان كذلك ، ولا يصحّ أن يكون قوله : «وإن كانتا ...» للمبالغة وإلّا لكان هذا القسم أعمّ من الأوّل لشموله للمختلفين لفظا أيضا ، وهذا هو الأوّل بعينه فلا تتباين الأقسام مع أنّ الأوّل لا يعطف بأو ، وخرج ما إذا اختلفا لفظا فقطّ ، فلا يكون هذا من كمال الانقطاع.
وبقي من صور اختلافهما ما إذا كانت أولاهما خبرا لفظا ومعنى ، والأخرى إنشاء معنى فقطّ ، أو العكس.
(٥) مثال لاختلافهما معنى فقطّ ، فإنّ جملة «مات فلان» خبريّة معنى و «رحمهالله» إنشائيّة معنى ، أي ليرحمهالله ، ولفظهما معا خبر ، فلاختلافهما في المعنى لم يعطف إحداهما على الأخرى.