الوسطى من (١) الصّلوات ، أو الفضل (٢) من قولهم للأفضل الأوسط ، وهي صلاة العصر عند الأكثر (٣). [وإمّا بالتّكرير (٤) لنكتة] ليكون (٥) إطنابا لا تطويلا ، وتلك النّكتة [كتأكيد الإنذار
________________________________________
ليكون ذلك إشارة إلى فضل الصّلاة الوسطى من الصّلوات.
إنّ الله خصّ الصّلوات بالمحافظة عليها ، لأنّها أعظم الطّاعات ، فقال : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ) أي داوموا على الصّلوات المكتوبات في مواقيتها بتمام أركانها ، ثمّ خصّ الوسطى تفخيما لشأنها ، وقد اختلفوا في تعيّنها على أقوال :
القول الأوّل : إنّها صلاة الظهر ، فإنّها وسط النّهار ، وقيل : إنّما سمّاها وسطى لأنّ قبلها صلاتين ، وبعدها صلاتين.
القول الثّاني : إنّها صلاة العصر ، وروى عن ابن عمرو بن عبّاس ، إنّ الصّلاة الوسطى هي صلاة العصر.
القول الثّالث : إنّها صلاة الفجر.
القول الرّابع : إنّها صلاة الجمعة ، يوم الجمعة والظّهر في سائر الأيّام ، وإليه ذهب أئمّة الزّيديّة.
القول الخامس : إنّها صلاة المغرب ، فإنّها وسط صلاتين تقصران في السّفر ، وهما العصر والعشاء.
القول السّادس : إنّها صلاة العشاء ، لأنّها وسط صلاتين ، لا تقصران وهما المغرب والصّبح.
وكيف كان فذكر المفرد بعد الجمع من قبيل ذكر الخاصّ بعد العامّ تنبيها على فضل الخاصّ.
(١) كلمة من بمعنى بين ، أي المتوسّطة بين الصّلوات ، وهذا أحد الاحتمالين في معنى الوسطى في الآية.
(٢) هو الاحتمال الثّاني في معنى الوسطى ، فالوسطى بمعنى الفضلى.
(٣) وذلك لتوسّطها بين نهاريّتين وليليّتين ، أو بين نهاريّة وليليّة.
(٤) هذا هو الأمر الثّالث من الأمور التّسعة.
(٥) علّة لمحذوف ، أي إنّما قيّد المصنّف التّكرار بالنّكتة ليكون إطنابا ، فإنّه إن كان لغير