عند المدرك (١) على هيئة مخصوصة (٢). [و] المراد [بالعقلي (٣) ما عدا ذلك] أي ما لا يكون هو ولا مادّته مدركا بإحدى الحواسّ الخمس الظّاهرة [فدخل فيه (٤) الوهمي] أي الّذي لا يكون للحسّ مدخل فيه (٥) [أي ما هو غير مدرك بها] أي بإحدى الحواسّ المذكورة (٦) [و] لكنّه (٧) بحيث [لو أدرك لكان مدركا بها (٨)]
________________________________________
(١) أي الّذي هو الحسّ.
(٢) كالأعلام إذا لم تكن ياقوتيّة ، والياقوت إذا لم يكن علما ، والرّماح إذا لم تكن من زبرجد ، والزّبرجد إذا لم يكن رماحا ، كلّها موجودة ومحسوسة بالبصر.
نعم ، إنّ الأعلام المذكورة بتلك الهيئة الّتي وقع التّشبيه عليها ليست ممّا يوجد عادة ، والحاصل إنّ الشّاعر لاحظ شقائق النّعمان في حال انخفاضها وارتفاعها لتلاعب النّسيم بها ، وانتزع منها مركّبا خاصّا ، ثمّ شبّه شقائق النّعمان به في الهيئة والشّكل.
(٣) أي المراد بالعقلي بعد التّعميم «ما عدا ذلك».
(٤) أي فدخل في العقلي بهذا المعنى الأعمّ «الوهمي» أي الوهمي عند أرباب هذا الفنّ لا عند أرباب المعقول ، والوهمي عند أرباب هذا الفنّ هو الّذي لا يكون للحسّ مدخل فيه ، بل هو من مخترعات المتخيّلة ، مرتسم فيها من غير وجود له ولا لأجزائه بالأسر في الخارج ، وإن كان قد يكون بعض أجزائه موجودا فيه ، هذا بخلاف المراد به عند أرباب المعقول ، وهو ما يكون مدركا بالقوّة الواهمة من المعاني الجزئيّة ، كصداقة زيد وعداوته ، فإنّه بهذا المعنى لا شكّ في كونه عقليّا محضا في هذا الباب ، وليس المراد بالوهمي هنا هذا المعنى.
(٥) أي بأن لا يكون هو ولا مادّته مدركا بالحسّ.
(٦) أي هو معنى جزئي غير مدرك بها لكونه غير موجود.
(٧) أي الوهمي «بحيث لو أدرك» سبيل الفرض ، كما تفرض المحالات. لكان مدركا بإحدى الحواسّ الخمس ، لكنّه ليس ممّا يوجد لا هو ولا مادّته ، فالوهمي يتميّز عن الخيالي بأن لا وجود للوهمي لا نفسه ولا مادّته ، بخلاف الخيالي فإنّ مادّته موجودة على ما عرفت.
(٨) أي بإحدى الحواسّ المذكورة.