وهو (١) محال ، [ومنه] أي من الإيضاح بعد الإبهام [التّوشيع ، وهو (٢)] في اللّغة لفّ القطن المندوف ، وفي الاصطلاح [أن يؤتى في عجز الكلام بمثنّى (٣) مفسّر باسمين ثانيهما معطوف على الأوّل ، نحو : يشيب (٤) ابن آدم ، ويشبّ (٥) فيه خصلتان الحرص وطول الأمل. وإمّا بذكر الخاصّ بعد العام (٦)] عطف على قوله : إمّا بالإيضاح بعد الإبهام ، والمراد (٧) الذّكر على سبيل العطف
________________________________________
(١) أي صدق وصفين على ذات واحدة محال.
(٢) أي التّوشيع في اللّغة لفّ القطن ، والمراد بلفّه جمعه في لحاف أو نحوه ، ووجه مناسبة المعنى الاصطلاحيّ الآتي لهذا المعنى اللّغويّ ، أنّ ما بينهما من المشابهة ، وذلك لأنّ الإتيان بالمثنّى أو الجمع شبيه بالنّدف في شيوعه ، وعدم الانتفاع به انتفاعا كاملا ، لأنّ التّثنية والجمع فيهما من الإبهام ما يمنع النّفع بالفهم أو يقلّله ، والتّفسير بالاسمين شبيه باللّفّ في عموم الشّيوع والانتفاع ، فكما أنّ القطن ينتفع به كمال الانتفاع بلفّه في لحاف أو غيره ، فكذلك بيان التّثنية والجمع يحصل به كمال الانتفاع.
والحاصل إنّ اللّفّ بمنزلة التّفسير بجامع الانتفاع ، والنّدف بمنزلة الإتيان بالمثنّى بجامع عدم كمال الانتفاع ، وقيل في وجه المناسبة بين المعنى اللّغويّ والاصطلاحيّ لفّا وندفا ، أي تفرقة وتفصيلا ، وإن كان فيه اللّفّ سابقا على النّدف عكس اللّغويّ.
(٣) أو جمع مفسّر ذلك المثنّى باسمين كتفسير قوله : «خصلتان بالحرص وطول الأمل» والثّاني معطوف على الأوّل ، أو جمع مفسّر ذلك الجمع بأسماء ، كقولك : إنّ في فلان ثلاث خصال حميدة : الكرم والشّجاعة والحلم.
(٤) لم يقل : نحو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يشيب ... ، لأنّه رواية للحديث بالمعنى ، ولفظ الحديث ، كما في جامع الأصول يهرم ابن آدم وشبّ معه اثنتان الحرص على المال ، والحرص على العمر.
(٥) قوله : «يشبّ» بمعنى ينمو ، هذا تمام الكلام في الأمر الأوّل من الأمور التّسعة.
(٦) هذا هو الأمر الثّاني من الأمور التّسعة.
(٧) أي المراد بذكر الخاصّ بعد العامّ في كلام المصنّف هو ذكره بعده على سبيل العطف ، لا على سبيل الوصف ، أو الإبدال ، ولو قال المصنّف : وإمّا بعطف الخاصّ لكان أوضح ، وإنّما ذكره بعده بكونه على سبيل العطف ، لأجل أن يغاير ما تقدّم في الإيضاح بعد الإبهام ، لأنّه