الواو وتركه ، [إن كان] الفعل [ماضيا لفظا أو معنى (١) ، كقوله تعالى] إخبارا عن زكريّا عليهالسلام (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ)(١) (٢)] ، بالواو [وقوله : (أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ)(٢) (٣)] بدون الواو ، وهذا (٤) في الماضي لفظا ، وأمّا الماضي معنى (٥) فالمراد به المضارع المنفي بلم أو لما ، فإنّهما (٦) يقلبان معنى المضارع إلى الماضي ، فأورد للمنفي بلم مثالين :
________________________________________
(١) جواب الشّرط محذوف بقرينة كذا ، أي إن كان الفعل ماضيا لفظا أو معنى فكذا ، أي يجوز الأمران على السّواء.
(٢) والشّاهد في قوله تعالى : (وَقَدْ بَلَغَنِيَ) حيث إنّها جملة ماضويّة قد وقعت موضع الحال مقترنة مع الواو.
لا يقال : الكلام في الحال المنتقلة على ما سبق في أوّل البحث ، والكبر إذا تحقّق للإنسان لا ينتقل فكيف أورده مثالا هنا.
لأنّا نقول : الحال بلوغ الكبر ، لا نفس الكبر ، والبلوغ ليس لازما ، لأنّه قد يحصل ، وقد لا يحصل ، ألا ترى أنّ أكثر النّاس يموت قبل الكبر ، وإن كان بعد حصوله لازما غير منتقل عادة ، وأمّا عقلا فزواله ممكن بصيرورة الشّيخ شابّا ، بل وقع ذلك لبعض الأفراد كزليخا.
(٣) أي حال كونهم ضاقت صدورهم عن قتالكم مع قومهم ، أي جاؤوكم في هذه الحالة ، الشّاهد في قوله : (حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ) ، حيث وقع في موضع حال من دون الاقتران بالواو.
(٤) أي ما ذكرنا من المثالين فيما إذا كان الفعل ماضيا لفظا ، أي في الحال الّذي هو ماضي لفظا ومعنى ، أمّا (حَصِرَتْ) فواضح ، وأمّا (بَلَغَنِيَ) فلأنّها حال من اسم (يَكُونُ) وهو مستقبل المعنى ، لكنّه ماض بالنّسبة إلى وقت كون الولد.
(٥) أي الماضي معنى فقطّ.
(٦) أي لم ولما يقلبان معنى المضارع إلى الماضي ، وقد أشار إلى أمثلة ذلك بقوله : «وقوله : (أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ) ، ثمّ الفاء في قوله : «فإنّهما» ، للتّعليل.
__________________
(١) سورة آل عمران : ٤٠.
(٢) سورة النّساء : ٩٠.