استئنافا جوابا للسّؤال عن تفسير الفاعل المبهم (١) [وقد يحذف] الاستئناف [كلّه (٢) إمّا مع قيام شيء مقامه (٣) نحو] قول الحماسّي : [زعمتم أنّ إخوتكم قريش (٤) لهم إلف (٥)] أي إيلاف في الرّحلتين المعروفتين لهم في التّجارة ، رحلة في الشّتاء إلى اليمن (٦) ورحلة في الصّيف إلى الشّام (٧) [وليس
________________________________________
نعم الرّجل زيد.
(١) أي كان الفاعل مبهما لكونه معهودا ذهنيّا مظهرا كان كما في نعم الرّجل زيد ، أو مضمرا ، كما في نعم رجلا زيد ، فسئل عن تفسيره بأنّه من هو فقيل : زيد ، أي هو زيد.
(٢) أي وقد تحذف الجملة المستأنفة بتمامها بحيث لا يبقى منها ذيل ولا صدر ، فحينئذ يكون الفصل بينها وبين ما قبلها تقديريّا ، لأنّ الفصل الحقيقيّ إنّما هو بين الجملتين الملفوظتين.
(٣) أي مع قيام شيء مقام الاستئناف نحو : قول الحماسيّ ، يهجو بني أسد ، ويقول : زعمتم أنّ إخوتكم قريش لهم إلف ... ، الشّاعر هو الّذي ذكر أبو تمّام شعره في ديوان الحماسة ، وهو ساور بن هند بن قيس بن زهير ، وبعد البيت المذكور :
أولئك أومنوا جوعا وخوفا |
|
وقد جاعت بنو أسد وخافوا |
ومراد الشّاعر هجو بني أسد وتكذيبهم في انتسابهم لقريش وادّعائهم أنّهم إخوتهم ونظائرهم ، بأنّ لهم إيلافا في الرّحلتين ، وليس لهم شيء منهما ، وأيضا قد آمنهم الله من الجوع والخوف كما هو نصّ القرآن ، وأنتم جائعون وخائفون.
(٤) وهم أولاد النّضر بن كنانة ، وهو خبر إنّ في قوله : «إنّ إخوتكم».
(٥) أي قوله : «لهم إلف» منقطع عمّا قبله قائم مقام الاستئناف ، و «إلف» مصدر الثّلاثي ، والإيلاف مصدر الرّباعي ، وكلاهما بمعنى واحد ، وهو المؤالفة والرّغبة.
(٦) أي لكون اليمن حارّا.
(٧) أي لكون الشّام باردا.