هذا الكلام لإعراس المخاطب دلّ على تعيين المحذوف [أي أعرست] أو مقارنة المخاطب بالأعراس ، وتلبّسه به دلّ على ذلك ، والرّفاء هو الالتئام والاتّفاق ، والباء للملابسة (١).
والإطناب
إمّا بالإيضاح بعد الإبهام (٢) ليرى المعنى في صورتين مختلفتين (٣)] إحداهما (٤) مبهمة ، والأخرى موضّحة (٥) ، وعلمان خير من علم واحد (٦)
________________________________________
حرف الجرّ إلى متعلّق ، وعدم تماميّة الكلام من دون تقديره ، والمدرك لذلك هو العقل ، وإنّما لم يتعرّضه الشّارح هنا لكونه عين ما تقدّم في الشّروع.
(١) ومعنى كلامهم أعرست متلبّسا بالالتئام والاتّفاق بينك وبين زوجتك ، ومتلبّسا بولادة البنين منها ، والجملة خبريّة لفظا ، وإنشائيّة معنى ، لأنّ المراد هو الدّعاء لا الحكاية عن الخارج.
(٢) وقد ذكر المصنّف أمور تسعة يتحقّق بها الإطناب آخرها قوله : «وإمّا بغير ذلك» فذكر ثمانية أمور تصريحا ، والتّاسع إجمالا ، أوّلها هو الإيضاح بعد الإبهام ، قدّمه لكون أهمّ من الجميع.
(٣) أي ليرى المتكلّم السّامع المعنى في شكلين مختلفين ، وهذا أمر مستحسن ، لأنّه كعرض الحسناء في لباسين.
(٤) أي صورتين.
(٥) أي ظاهرة ، ثمّ إنّ جعل الإيضاح بعد الإبهام مشتملا على هذه النّكتة ، أي إراءة المعنى بصورتين مختلفتين إنّما هو مع قطع النّظر عن النّكتتين ، أي من التّمكّن في النّفس ، وكمال اللّذّة ، فليست هذه النّكتة راجعة إليهما كما ربّما يتخيّل.
(٦) هذا مرتبط بمحذوف ، والتّقدير إدراك الشّيء على نحو الإبهام ، ثمّ على نحو التّفصيل علمان ، وعلمان خير من علم واحد ، ثمّ إنّ من فوائد الإيضاح بعد الإبهام تسهيل الفهم والحفظ ، إذ المبهم أقرب إلى الحفظ ، والموضّح أقرب إلى الفهم.